يبدو أن «الفيس بوك» الذي يضم على صفحاته مجموعات شبابية نشطة في اتجاهات شتى وبخاصة السياسية منها والتي طالما أزعجت المسؤولين في العديد من البلدان العربية، بات يتجرع من نفس الكأس؛ حيث انتشرت مجموعات في الفترة الأخيرة تناهض الإصدار الجديد ل «الفيس بوك» الذي ينتظر إطلاقه رسميا قريبا. وتنوعت أساليب الاعتراض على الشكل الجديد؛ فمجموعة و«حان وقت التوقف عن استخدام الشكل الجديد» الذي يدعو المستخدمين إلى التوقف عن تصفح الموقع لفترة لتكون بذلك رسالة واضحة للقائمين على الموقع تفيد بأن «الشكل الجديد لا يناسب المستخدمين». وفي مجموعة «أنا أكره الفيس بوك الجديد»، التي يضم 881 ألف عضو وتتمنى الوصول إلى مليوني عضو قبل الانطلاق الرسمي ل«الفيس بوك» الجديد في 20 من الشهر الحالي، يقول القائمون على المجموعة: «إننا لسنا ضد التغيير، لكننا ضد أن يكون التغير للأسوأ»، ووضع القائمون على المجموعة نحو 20 سببا لرفض الشكل الجديد. وفي مجموعة «مليون ضد الشكل الجديد للفيس بوك» الذي تجاوز عدد أعضاء المجموعة أكثر من مليون و200 ألف مشترك، يدعو القائمون على المجموعة كل الأعضاء للوقوف بقوة في وجه تشويه الموقع. فيما يعتبر القائمون على «عريضة ضد الفيس بوك» تضم نحو مليون و200 ألف شخص، أن الشكل الجديد متاهة وهناك صعوبات كبرى في التصفح. ووجه المعترضون رسالة إلى مسؤولي «الفيس بوك»، عبروا فيها عن اعتراضهم من إجبار الموقع على استخدام التصميم الجديد. وقالوا في الرسالة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها ووقعها نحو 80 ألف شخص: باعتبار اننا من المتحمسين للشكل القديم فإننا سنقاوم وبقوة التغييرات التي نعتبرها «غير ضرورية» ولا تؤدي إلا إلى تشويه الطابع الفريد للشكل القديم»، مؤكدين أن «التغييرات الجديدة مربكة». وتابعوا: «رغم اننا نحترم الابتكار والتطوير، لكن في نهاية المطاف نسعى إلى التفاعل مع البرنامج بسهولة، لذلك فإننا نطلب بكل احترام من الإدارة أن تبقي على خيار الشكل القديم». لكن الفيس بوك كان قد توقع اعتراض متصفحيه وبدأ قبل شهرين حملة ترويجية للشكل الجديد، مبينا مزاياه العديدة. ويقول مؤسسه مارك زوكربيرج في رسالة على الموقع لمناسبة التشغيل التجريبي: «التصميم الجديد سيجعل من السهل على المستخدمين تبادل المعلومات». كما أبرز الموقع صفحات لمحبي الشكل الجديد الذين بلغ عددهم نحو 659 ألف شخص. وعبر مدير الإصدار الجديد مارك سليي عن تفهمه لعدم ارتياح البعض للتغييرات، لكنه أكد أن المشتركين سيدركون المزايا والخصائص الجديدة للموقع مع استمرار استخدامه. وأكد أن «الفيس بوك» وضع نصب عينيه أثناء التطوير 3 أمور، هي أن يكون بسيطا ونظيفا وخاليا من الفوضى وأن يكون للمتصفحين سيطرة أكبر على صفحاتهم وأن يكون المضمون الحديث دائما في الصدارة. واستطاع «الفيس بوك» أن يحقق شعبية كبيرة في مصر والعالم العربي ووصل عدد مستخدميه على مستوى العالم إلى 100 مليون شخص بعد أن كان وسيلة للترابط بين طلاب جامعة هارفارد عند إطلاقه في عام 2004، لكن منذ يوليو(تموز) من عام 2007 أصبح موقعا عاما ويرأسه مؤسسه مارك زوكربيرج. كما دشن بقوة ثقافة المجاز الافتراضي وجعلها واقعا حيا ومشتركا إنسانيا يمكن أن يحدث في الوقت نفسه في العديد من البلدان في العالم.