يمثل الفن مرآة للمجتمع وسجلا أرشيفيا لتراثه وشاهدا على تطوراته عبرالعصور ويصور للأجيال الجديدة مراحل التاريخ وأصالة الأمة . ويسجل الفنان التشكيلى بفرشاته وألوانه مراحل حياته الخاصة إضافة إلى تسجيل ظروف مجتمعه والأحداث التي يمر بها. ومن هؤلاء الفنانين الفنان فاروق مصطفى الذي ربكط بين مراحل حياته الشخصية وفنه الذي عبر به وسجل من خلاله انفعالاته تجاه القضايا المختلفة الوطنية والقومية التي تشهدها مصر . والفنان فاروق مصطفى هو خريج كلية التربية الفنية ومارس مهنة التدريس قبل أن يتفرغ للفن منذ التسعينيات وكان له العديد من المعارض الخاصة والجماعية في مصر والسعودية . وقال فاروق مصطفى في برنامج "صباح الخير يامصر" إن حربي 67 و73 مثلتا نقطة فاصلة فى حياته الفنية حيث عاش آلام الهزيمة ومارس الإحساس بالنصر أثناء مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة وظهر من لوحاته ماعبر عن تلك الأحداث . وعن الحياة المصرية قبل أن يشهد المجتمع إدخال الآلات الكهربائية سجلت لوحة له سيدة البيت المصرية وهي تقوم بغسل الملابس بيديها واستخدام ال"وابور" والصفيحة لغلي الملابس البيضاء . كما تظهر مهنة "مبيض النحاس" الذي يقوم بتبيض أوانى المنزل النحاسية كل شهر في إحدى لوحاته كما حكى بفرشاته عن "القلة" و"الزير" ثلاجة المصريين الفرعونية. وعن الوقت الحالي عبر مصطفى عن غضبه من الرسومات المسيئة للرسول محمد عليه السلام فى عدة لوحات. وطالب بتوجيه الأطفال للاهتمام بالفن وتشجيعهم للتعبير عن أنفسهم وتسجيل انفعالاتهم الشخصية تجاه قضايا المجتمع فى أعمالهم الفنية حتى ينمي الفن فيهم الإحساس بالجمال والخير.