دعا وزير خارجية السعودى، رئيس الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الأمير سعود الفيصل، الدول العربية إلى اتخاذ موقف صلب وحازم ضد من يريق الدم الفلسطيني ويعمق الانقسام ولا يطبق ما اتفق عليه فيما بين الفلسطينيين. وأشار الفيصل إلى أن الاقتتال بين الفلسطينيين لا يقل خطورة على خطورة العدوان الإسرائيلى المستمر على الشعب الفلسطينى . وقال الفيصل - فى كلمة له فى افتتاح مجلس الجامعة بعد ظهر الاثنين - إنه قد سبق للجامعة أن اتخذت قرارات واضحة بخصوص إعادة الأمور إلى نصابها داخل البيت الفلسطينى، وكلف المجلس الأمين العام بمتابعة هذا الموضوع. وأضاف "أن الشقيقة الكبرى مصر تقوم بجهد متميز فى هذا الخصوص مما يحفزنا على الجمع والمواءمة بين هذه الجهود الخيرة بقرار يصدر من مجلسكم الموقر بحيث تنشأ آلية مشتركة مستندة إلى حصيلة المبادرات والاتفاقيات السابقة لتتابع بكل جدية الحوار الفلسطينى - الفلسطيني وتضع الأشقاء الفلسطينيين أمام مسئولياتهم ومن ثم يتم تحديد من يمتنع عن الالتزام والتطبيق الفعلى لما تتفق عليه". وقال وزير الخارجية السعودى إن قرارات القمم العربية بخصوص مبادرة السلام العربية تعبر خير تعبير عن ضرورة انتهاج استراتيجية عربية موحدة ،وأولى الأولويات أن يتحقق ذلك داخل البيت الفلسطيني وهذا يتطلب أن تكون هناك سلطة فلسطينية واحدة وحكومة واحدة تتبعها قوات الجيش والامن وتملك رؤية واحدة لكيفية استعادة حقوق الشعب الفلسطيني. وأضاف أن "ما تشهده الجبهة الفلسطينية من تفكك وانقسام وصل إلى حد الاقتتال وإراقة الدماء ويهدد بكل جدية بتصفية القضية الفلسطينية من أساسها وتحويلها من كونها قضية شعب يرزح تحت احتلال غاشم إلى نموذج متقدم من تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وهو نموذج ينذرنا بقابليته للتعميم والانتشار ما لم نتحمل جميعا مسئوليتنا ونغير مجتمعين من واقعنا". وأشار إلى أن العالم العربي بادر إلى محاولة رأب الصدع وتجاوز الانقسام فيما بين الاشقاء الفلسطينيين وتعددت المبادرات والجهود الصادقة فى هذا الشأن من رحاب بيت الله الحرام وفى مكةالمكرمة إلى رحاب صنعاء العروبة إلى رحاب القاهرة، لكن هذه المبادرات لم تنجح حتى الآن لأن المصالح الخاصة والتدخلات الاقليمية والدولية المغذية للانقسام والمشجعة عليه تغلبت مع الأسف على المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا. وقال الفيصل إن التحديات والمخاطر التى تواجه العرب اليوم باتت تتطلب اعتماد نهج المصارحة والمكاشفة فيما بيننا، فالقضية العربية المركزية بل والانتماء العربي والهوية العربية باتت كلها على المحك فى ظل انقسامات داخلية وبينية خطيرة فى العالم العربي من جهة وتدخلات إقليمية ودولية تستهدف بسط نفوذها وهيمنتها وخدمة مصالحها علي حساب العروبة من جهة ثانية، وقال إن هدفنا ليس إثارة الحساسيات أو تبادل الاتهامات بل السعى المخلص إلى رص الصفوف وتوحيد الرؤي وتنسيق السياسات. وأضاف الفيصل أنه فى ظل هذا الوضع تتمادى إسرائيل فى سياساتها العدوانية وتتهرب من استحقاقات عملية السلام وتكثف بناء المستوطنات سعيا منها إلى تغيير الوضع على الارض وإفراغ المفاوضات من مضمونها وجدواها. وقال إنه استشعارا من المملكة العربية السعودية لخطورة هذه الممارسات فقد تقدمت وبالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية بمشروع قرار تقدمه المجموعة العربية فى نيويورك إلى مجلس الامن... وأضاف أنه لعله من المناسب أن يتداول مجلسكم الموقر موضوع تقدم المجموعة العربية بطلب عقد اجتماع وزارى لمجلس الامن لبحث قضية المستوطنات. وفي الشأن العراقي أكد أهمية الامتناع عن التدخل فى شئون العراق الداخلية، وعبر عن بالغ القلق تجاه تواتر أنباء تشير إلى استمرار تقديم بعض الدعم المادى والعسكري لبعض الميليشيات فى انتهاك واضح لسيادة العراق ومحاولة مرفوضة لبسط النفوذ والهيمنة على أجزاء منه. وحول تشكيل حكومة وحدة وطنية لبنانية قال إننا نبارك انتخاب العماد ميشيل سليمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية آملين أن تطوى صفحة استخدام السلاح بين اللبنانيين وأن تتسارع الجهود لعقد حوار وطنى شامل وأن تكلل جهود الحكومة اللينانية لبسط سلطتها على كافة الاراضة اللبنانية بنجاح . وقال وزير الخارجية السعودى إن المعالجة الفعالة لمشكلة انتشار أسلحة الدمار الشامل تتطلب التخلى عن ازدواجية المعايير ولذلك يجب اخلاء منطقة الشرق الاوسط برمتها بما فيها منطقة الخليج من الاسلحة النووية فإسرائيل هى الدولة الوحيدة فى المنطقة المدججة بكل أنواع أسلحة الدمار الشامل والتى لا تخضع مطلقا لأى شكل من أشكال الرقابة . وأكد الفيصل أن العالم العربي لا يضمر لإيران سوى الخير والرغبة فى التعاون وحسن الجوار، وقال نتوقع أن تبادلنا (ايران) نفس النوايا بحيث لا نجعل منطقتنا مسرحا لصراعات ومساومات الاخرين. وجدد سعود الفيصل التأييد المطلق لحق دولة الامارات العربية المتحدة فى استعادة جزرها المحتلة عبر الوسائل السلمية .. معربا عن الأمل فى أن تستجيب إيران بشكل عاجل لهذه الدعوة. وفيما يتعلق بالأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية.. قال الفيصل إنه إذا كان التحلى بأعلى درجات الحكمة من شأنه تفويت الفرصة على الجهات الساعية إلى إثارة الفتن الداخلية، فإننا نبارك جهود الأمين العام لتنفيذ قرار مجلس الجامعة فى جلسته الطارئة المنعقدة فى 19 يوليو 2007 بشأن حزمة الحل لموضوع السودان الشقيق مع المحكمة الجنائية الدولية خاصة فى ظل المواقف الايجابية لمنظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة الاتحاد الافريقي. وجدد الفيصل الدعوة إلى جميع الفرقاء فى الصومال لتغليب المصلحة الوطنية وإنهاء دوامة العنف والصراع والتوصل لتوافق شامل يعيد الأمن والاستقرار للصومال الشقيق. وأعرب وزير خارجية جيوبتى محمود على يوسف رئيس الدورة السابقة ال129 لمجلس جامعة الدول العربية فى كلمته بالجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى، عن قلق بلاده للشقاق الذى حصل بين أبناء فلسطينالمحتلة .. غير أنه أردف قائلا " ولكن أملنا كبيرا على هذا الشعب الذى لم يكل يوما منذ ستين عاما عن المطالبة بحقوقه المشروعة واستعادة أراضيه المحتلة أن يتجاوز محنة الإنقسام وعلينا تجاه هذا الشعب المناضل مسئولية جماعية حتى يتمكن من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وقال إنه فيما يتعلق بالخلاف بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية فإن مجلس الجامعة العربية إتخذ موقفا واضحا حيال هذا الموضوع والأمين العام للجامعة عمرو موسى يتابع شخصيا مع الحكومة السودانية خطة التحرك العربى . وأضاف أنه لايريد أن يترك هذه المنصة حتى يقول كلمة حق فى حق جامعة الدول العربية هذه المنظمة العريقة التى تعرضت فى الأونة الأخيرة لانتقادات رخيصة من قبل أبنائها الذين يجهلون واقع عملها لأن هذه المؤسسة تستمد قوتها من مواقف الدول الأعضاء فيها وفى حال وجود إنقسام بين دولها فإنه ينعكس سلبا على أدائها والعكس صحيح وخير دليل على ذلك الملف اللبنانى. (أ ش أ)