اجتمع عبدالرحمن شلقم وزير خارجية ليبيا مع كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية التى بدأت زيارة الى طرابلس مساء الجمعة فى مستهل جولة فى المغرب العربى. وتم فى الاجتماع بحث العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات، وذلك تمهيدا للقاء رايس فى وقت لاحق مع العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية. ويرافق رايس فى زيارتها الى ليبيا ديفيد ولش مساعد وزير الخارجية و جون بنجر المستشار القانونى للوزيرة . وكانت رايس وصلت إلى العاصمة الليبية طرابلس مساء الجمعة في زيارة وصفت بالتاريخية، حيث تعد الاولى التى يقوم بها وزير خارجية أمريكى الى ليبيا منذ أكثر من نصف القرن . ومن المقرر أن تلتقى رايس مع قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافى ، وتبحث معه عدة قضايا دولية ذات اهتمام مشترك بين البلدين ، واتفاقيات ثنائية تجارية واقتصادية. وكان مدير مكتب التواصل الإقليمى فى وزارة الخارجية الأمريكية مايكل بالتى قد أكد ، فى وقت سابق اليوم ، أن زيارة رايس إلى ليبيا مؤشر على مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين. وأضاف أن رايس ستبحث خلال الزيارة زيادة التعاون بين واشنطنوطرابلس فى كثير من المجالات على الصعيد الاقتصادى والتجارى وجهود مكافحة الإرهاب فى المنطقة. وتأتى زيارة رايس فى وقت يتزايد اهتمام المؤسسات الأمريكية بفرص الإستثمار فى ليبيا خاصة فى مجال الطاقة . وتمتلك طرابلس تاسع أكبر احتياطى نفطى فى العالم بإجمالى يناهز 39 مليار برميل إضافة إلى الثروات النفطية التى لم تكتشف بعد. كما تأتى الزيارة عقب توقيع الولاياتالمتحدة وليبيا فى 14 أغسطس الماضى اتفاقية ، تعوض واشنطن بموجبها طرابلس عن الخسائر التي تكبدتها جراء الهجمات الجوية التي تعرضت لها طرابلس وبنغازي إبان إدارة الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان عام 1986. وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى ديفيد ويلش ، الذى وقع الاتفاقية عن الجانب الأمريكى فى طرابلس ، "إن الاتفاق يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين" . وليبيا هي المحطة الاولى في جولة رايس فى منطقة المغرب العربى التي تشمل أيضا تونس والجزائر والمغرب . وبهذه الزيارة تأمل رايس أن تحقق نجاحا دبلوماسيا نادرا لإدارة بوش وأن تظهر لكوريا الشمالية وإيران الفوائد التي يمكن أن يحصلا عليها بتخليهما عن أسلحتهما للدمار الشامل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك إن "ليبيا مثال يثبت أنه إذا قام بعض البلدان بخيار يختلف عن خيارهم الراهن، تستطيع إقامة علاقات مختلفة مع الولاياتالمتحدة والبلدان الأخرى وإننا نفي بوعودنا". وترى ليبيا أن زيارة رايس تختم عودتها إلى المسرح الدولي وتشكل نجاحا مدويا لدبلوماسيتها الجديدة التصالحية بإيعاز من سيف الإسلام نجل العقيد القذافي. لكن بعد عشرات السنين من العلاقات المتوترة، ما زال القذافي على موقفه، وقال الإثنين "ليس من مصلحتنا أن نكون على خلاف مع الولاياتالمتحدة، لكننا لن نقبل أيضا أن نخضع لها". (ا ف ب/أ ش أ)