وصلت المدمرة الأمريكية "يو إس إس ماكفول" المحملة بالمساعدات الإنسانية الأحد إلى باتومي في جنوب غرب جورجيا، فى الوقت الذى دعت فيه فرنسا لعقد قمة أوروبية طارئة لبحث أزمة روسيا وجورجيا. ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إلى عقد قمة أوروبية طارئة في الأول من أيلول/سبتمبر المقبل بناء على "طلب" دول أوروبية عدة لبحث "مستقبل العلاقات" بين الاتحاد وروسيا وتقديم المساعدة إلى جورجيا، حسبما أعلن بيان للرئاسة الفرنسية الأحد. وأضاف البيان أن "هذا الاجتماع سيخصص لبحث الأزمة في جورجيا ولاسيما ما سيقرره الاتحاد الأوروبي بخصوص مساعدة جورجيا ومستقبل علاقاته مع روسيا". يأتي هذا الإعلان في وقت يتهم فيه الغربيون موسكو بعدم الوفاء بتعهداتها الواردة في خطة السلام التي أقرتها موسكو وتبيليسي بوساطة ساركوزي. من ناحية أخرى، سُمع الأحد دوي انفجارٍ كبيرٍ في بلدة جوري الجورجية. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن المعلومات الأولية تؤكد أن الانفجار وقع في قطار يحمل وقوداً، وأنه يُعتقد أن ألغاماً استهدفت القطار؛ ولم يرد حتى الآن تأكيد لتصريحات المتحدث. على صعيد متصل، أعلنت روسيا أنه جرى التخطيط لقيام القوات الجورجية بعملية عسكرية ضد أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا قبل نحو عام، وأنه تم التنسيق مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" لتعزيز مجموعة سفنه الحربية في حوض البحر الأسود. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن مصادر عسكرية رسمية قولها الليلة الماضية إن "تأكيدات بعض ممثلي الناتو على التخطيط منذ عام لمناورات سفن الحلف في حوض البحر الأسود تدل أن خطة الاعتداء على أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا أُعدت مسبقاً". فى الوقت نفسه أوضحت مصادر أن إجراءات "الناتو" لتعزيز سفنه في البحر الأسود بحجة المساعدات الإنسانية لجورجيا تعتبر سابقة خطرة، بوسعها زعزعة الوضع في المنطقة بصورة ملموسة. وكانت فرنسا- التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوربي- قد دعت السبت إلى سحب القوات الروسية من أحد الطرق الاستراتيجية في غرب جورجيا.. حيث لا تزال روسيا تتمركز في مواقع متقدمة. كما أعلنت الخارجية الفرنسية أن الوزير برناركوشنير أجرى اتصالاً هاتفياً من جورجيا بنظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس وبرئيس منظمة الأمن والتعاون في أوربا ألكزندر شتوب؛ حيث أكد لهما "تصميم الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوربي على مواصلة العمل على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة فرنسية". وكانت القوات الروسية قد أبقت بعض قواتها في مدينة بوتي الساحلية؛ رافضة الاتهامات الغربية بعدم التزامها بخطة السلام. وفي سياق متصل، لقي ضابطان روسيان مصرعهما بالشيشان الأحد بعدما انفجرت عربتهما المدرعة بفعل متفجرات.. بعد يومين من هجوم بأسلحة في إقليم مجاور. وكان مسلحون قد قتلوا جندياً وأصابوا ثلاثة آخرين في هجوم استهدف قافلة تابعة للجيش الروسي في إقليم الإنجوش الجنوبي يوم الجمعة. يشار أن الهجمات على الشرطة والمسئولين والقوات معتادة في منطقة شمال القوقاز الروسية والمناطق المجاورة المتاخمة للحدود الجورجية. ويلقي مسئولون باللوم في الهجمات على عناصر إجرامية ومتمردين إسلاميين، في حين يقول منتقدون إن الفقر والفساد وإساءة استغلال السلطة بشكل كبير تبقي التوترات متزايدة. (أ.ش.أ / أ.ف.ب / رويترز)