وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى تركيا لحضور قمة للزعماء الأفارقة تستضيفها تركيا هذا الأسبوع في أول رحلة له إلى الخارج منذ أن طلب الإدعاء بالمحكمة الجنائية الدولية إصدارأمر باعتقاله لاتهامات بالقتل الجماعي. وعندما سئل مسئول بوزارة الخارجية التركية عن احتمال اصدار أمر الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية أثناء وجود البشير في إسطنبول رفض التكهن بكيفية تصرف تركيا إزاء هذا الموقف. وقال المسئول "دعي البشيرلحضورالقمة كزعيم دولة إفريقية، وليس هناك أمراعتقال ضده في الوقت الحالي. إذا صدرت أي طلبات فسوف نقيمها في ذلك الحين." وفي الشهر الماضي طلب لويس مورينو أوكامبو كبير المدعين في المحكمة الجنائية الدولية اصدار أمر باعتقال البشير لاتهامات بالقتل الجماعي وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور قائلا ان جهاز الدولة في عهده قتل 35 ألف شخص بشكل مباشر وما لا يقل عن 100 ألف اخرين بشكل غير مباشر. وقال البشير إنه لن يتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية واعتبر تحرك المحكمة جزء من جدول أعمال استعماري جديد لحماية مصالح الدول المتقدمة. ولم تصدق تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي على المعاهدة التي تشكلت بموجبها المحكمة الجنائية الدولية ولكنها تتعرض لضغوط لتصبح عضوا في اطار المفاوضات للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وربما يستغرق إصدارأمر الاعتقال من قضاة المحكمة الجنائية الدولية أسابيع أو شهورا ولكن لم يحدث قط أنهم توانوا عن إصدارأمراعتقال بعد طلب الادعاء ذلك. واستأنفت المحكمة أعمالها الاثنين بعد عطلة. من جانبها قالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) ومقرها نيويورك الجمعة إنها "قلقة" من قرار تركيا استقبال البشير الذي من المتوقع أن يعقد اجتماعات ثنائية مع الرئيس التركي عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان على هامش قمة تركز أساسا على الطاقة والتجارة. وقالت المنظمة في بيان "على الحكومة التركية أن ترفض جهود الرئيس السوداني عمر البشير لضمان تعليق تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية ضده." وأضاف البيان "على تركيا أيضا أن تنقل رسالة واضحة وهي أنه يجب ألا يكون رد الخرطوم على التحقيقات هو الانتقام من المدنيين أو قوات حفظ السلام أوعمال الإغاثة الإنسانية." (رويترز)