في اوائل شهر سبتمبر القادم يبدأ موسم صيد السمان بالعريش حيث يعبر اكثر من350 الف طائر حدودنا من رفح حتي السلوم وفي رفح تزداد الازمة تعقيدا حيث يعتبر موسم صيد السمان من المواسم التي تساعد العديد من ابناء المنطقة علي اكتساب ارزاقهم غير ان انفلونزا الطيور قلبت الموازين فهناك حالة من الخوف سائدة بين الصيادين كما ان الاجهزة المعنية هي الاخري تفرض حظرا علي عملية الصيد خشية انتشار المرض.وقد انتشر الخوف من انفلونزا الطيور خاصة ان مراكز وجود الطيور المهاجرة في سواحل اوكرانيا وسيبيريا وغرب اوروبا ومناطق اخري غير محددة تشهد هروب مئات الالوف من الصقيع الي دفء المناطق الجنوبية بإفريقيا. ولقد قلب انتشار فيروس انفلونزا الطيور الاحوال راسا علي عقب واصبحنا في معادلة صعبة بين خيارين كلاهما مر احدهما هو البيئة بعدم صيد الطيور وتركها لتنظيم الطبيعة وهذا الخيار له ايجابياته وسلبياته او السعي الي اعدام الطيور باي شكل من اساليب القضاء عليها وهنا يبدا ميزان التنوع البيولوجي في الاضطراب الشديد.وتواجه محافظة شمال سيناء حاليا موقفا شائكا فقد اقبل موسم صيد السمان حيث يكون متوسط اعداده والطيور التي يتم صيدها سنويا اكثر من350 الف طائر للسواحل المصرية من رفح الي السلوم. وتختلف طرق صيده من منطقة الي اخري ففي شمال سيناء يتم الصيد عن طريق الشباك وكذلك في الدلتا وبورسعيد اما في الساحل الشمالي الغربي فيتم استخدام العشوش والاسلحة والرماية ويطالب المواطنون الذين اعتادوا نصب شباكهم علي ساحل البحر لاصطياد طائر السمان بالترخيص لهم بالصيد وهم بذلك يضعون المسئولين في موقف محير! هذا الامر يناقشه حاليا الجهاز التنفيذي بالمحافظة لإيجاد حل لهذه المشكلة ودارت عدة حوارات كثيرة ما بين مؤيد ومعارض وتاخر نصب الشباك ومنع الصيد نهائيا علي طول ساحل محمية الزرانيق وبذلك تتم اول حماية حقيقية للسمان منذ اعلان محمية الزرانيق محمية طبيعية وهنا كان لابد من اخذ رأي بعض المسئولين بالبيئة. يقول المهندس عبد الله الحجاوي مدير عام البيئة بالمحافظة انه لاول مرة تسيطر الحيرة علي القرار البيئي الذي اربكه البعد الاجتماعي تحت الظروف الاقتصادية السائدة حيث تقضي الضرورة والسلامة بمنع صيد السمان للاخطار الصحية المحتملة نتيجة قدومه من مناطق قد تكون موبوءة بانفلونزا الطيور لذا فإن المنع يحمل اثارا اقتصادية اجتماعية حادة ولكن لعلوم البيئة ايضا محدداتها وسيطرتها علي مجريات الاحداث ففي عرف البيئة لايمكن لاحد ان يغني منفردا فان منع الصيد يتوقف عليه اولا شيوع حرف اخري غير حرف الصيد بالشباك. واهمها ما يسمي بشباك( العب) وهذا معناه ان تلتف الشباك حول كل الاشجار الواقعة في حرم الشاطيء وهذا يعني صيد انواع اخري من الطيور المحرم صيدها والمعرضة للانقراض كالمرعي وانواع عديدة من العصافير واكلات الحشرات وهذا يعني ايضا زيادة اعداد القوارض والحشرات التي تصيب المزروعات المختلفة والتي كانت هذه الطيور تتغذي علي يرقاتها وعذاري الحشرات علاوة علي تدهور تكاثر النباتات البرية الذي تنقل هذه الطيور حبوب اللقاح معها وكذلك البذور التي تنتجها سنويا لتوزيعها علي الطبيعة مما يعكس اثارها علي الثروة الحيوانية البرية والمنزلية. هذا علاوة علي ان منع صيد السمان سيؤدي الي دخول السمان الي العديد من المناطق داخل عمق المدن والكتلة السكنية مما يعرض الطيور المنزلية والمحلية وطيور المزرعة للعدوي المباشرة في حالة اختلاطها بها اذا كان طائر السمان يحمل الفيروس خاصة ان هناك نسبة9% من المنازل المحيطة بساحل البحر هي بيوت بلدية مفتوحة مليئة بالاشجار من مختلف انواعها واشكالها وبعض حظائر تربية الطيور والحمام داخل المنازل علاوة علي ان السمان يلجأ الي هذه الاشجار الساحلية للاستراحة الطويلة من عناء السفر الطويل الذي يقدر بنحو40 الف كم من شمال اوروبا وفنلندا والسويد والدنمارك وسيبيريا الي شمال افريقيا ثم الي جنوبها اما في حالة التصريح بالصيد فيقوم الاهالي باقامة الشباك من رفح حتي السلوم بشكل ينظمه القانون اذا كان هناك التزام ومتابعة. ويضيف المهندس عبد الله الحجاوي مدير البيئة انه في هذه الحالة يمكن اخضاع عمليات الصيد للتشريعات الصادرة بشأن الحد من انتشار مرض انفلونزا الطيور عن طريق توجيه هذه الطيور اولا باول الي المجازر وعدم بيعها حيه فضلا عن السيطرة الجغرافية للاخصائيين البيطريين لسهولة اخضاعها للفحص والمتابعة والمراقبة.اما الجوانب السلبية لفتح باب الصيد فهي تعريض الطائر للانقراض نتيجة التهافت علي صيده وعدم الالتزام بالتشريعات المنظمة لعمليات الصيد.وناشد اهالي شمال سيناء المحافظ محمد عبد الفضيل شوشة التدخل لحل ازمة صيد السمان خاصة انه مصدر الرزق الوحيد لهم خلال هذا الموسم.