أظهرت دراسة أجراها فريق بحثي بجامعة جنيف السويسرية وأعلنت نتائجها الاثنين في المنتدى الأوربي لأبحاث الأعصاب في جنيف أن النوم مهم للتعلم ولاتخاذ القرارات لأنه يعمل على إعادة تنظيم خلايا المخ من جديد. وأثبت فريق علمي آخر إمكانية زيادة نمو الذاكرة من خلال تنشيطها بشحنات كهربية. وقام البروفيسور شتوفي شفارتس بتكليف عدة أشخاص بمهام تعليمية ثم منح بعضهم فرصة للنوم في حين منع البعض الآخر من النوم. وأوضح الباحثون من خلال تصوير نشاط المخ أثناء النوم تجدد تنظيم الروابط بين خلايا المخ المسئولة عن التصرف وعملية اتخاذ القرار. وأوضح شفارتس أنه إذا تعلم المرء شيئا جديدا ثم نام بعد تعلمه بعض الوقت فيمكن للعمليات التعليمية التي تلي النوم أن تنطبع بشكل أفضل في الذاكرة. ورأى شفارتس أن هذا التحسن في تقبل المعلومات "يرتبط بالتغيرات في نشاط المخ في بعض مناطقه الهامة بشكل خاص بالنسبة للتعلم". كما أكد البروفيسور السويسري أن تقوية الذاكرة خلال النوم مهم لمن يتعلمون عن ظهر قلب على سبيل المثال ولكنه مهم أيضا لبعض الحركات بعينها مثل قيادة الدراجة أو ممارسة اللعبات البهلوانية بالأيدي. وأظهرت دراسة أخرى اعلنت فى المنتدى ايضا في جنيف أن تنشيط المخ باستخدام المجالات الكهربية عبر غشاء الجمجمة يمكن أن يؤثر على تشكيل الذاكرة بعيدة المدى. ولإظهار ذلك قام الباحثون تحت إشراف الأستاذة ليزا مارشال من جامعة لوبيك الألمانية بتكليف عدة أشخاص بواجب لغوي يتمثل في حفظ مجموعات من الكلمات قبل الخلود للنوم ليلا ثم اختبروا مدى تذكرهم لهذه الكلمات فياليوم التالي وذلك بعد أن أخضعوا بعض هؤلاء الأشخاص لاستثارة كهربية والبعض الآخر لاستثارة كهربية وهمية. ووجد الباحثون أن هذه الشحنات الكهربية تقوي الذاكرة التي تحتفظ بالحقائق والأحداث إذا كانت بتردد منخفض بقوة 75ر0 هيرتز وهو التردد البطيء لنظم المخ. وبرر العلماء ذلك بأن هذه الاستثارة الكهربية عززت من التذبذب البطيء لنظم المخ وموجاته المعروفة في الرسم الخاص باختبار النشاط الكهربي في المخ ولكل منهما دور في تكوين الذاكرة. كما وجد العلماء أن رفع التردد إلى 5 هيرتز أي التردد المعهود لنظم المخ أثناء مرحلة النوم يثبط من تكوين الذاكرة. (د ب أ)