حذرت أحدث دراسة أعدها مركز بكين للوقاية من الانتحار من مغبة الارتفاع المطرد فى أعداد أولئك اليائسين من الحياة الذين يقدمون على الانتحار وسط إحصائيات رسمية تشير الى أن المعدل الحالى يبلغ ربع مليون مواطن سنويا بخلاف المحاولات الفاشله التى يتم إنقاذ أصحابها والذى يتراوح عددها بين 2.5 الى 3.5 مليون مواطن لتقفز الصين الى المركز الأول على مستوى العالم بهذا الصدد. ولفتت الدراسة الى أن الخطورة الحقيقية فى هذه الظاهرة تكمن فى إرتفاع نسبة الشباب من إجمالى عدد المنتحرين حيث تصل الى 59 بالمائة ممن تتراوح أعمارهم بين العشرين والأربعين عاما بعدما كانت تلك الظاهرة مقتصرة فى السابق على فئة كبار السن ممن زهدوا الحياة وهاجمتهم أمراض الشيخوخة. وأوضح البروفيسور لى هونغ العالم النفسى بالمركز والمشرف على الفريق الذى أعد هذه الدراسة بالقول إن الأسباب الرئيسية لتفشى ظاهرة الانتحار فى الصين تتمثل فى صعوبات الحياة العصرية ومتطلباتها المادية وما تفرضه من ضغوط رهيبة على المواطن لتأمين حياة كريمة بمستوياتها العادية، وتفسخ العلاقات الاجتماعية خاصة الروابط الزوجية، وإرتفاع مستويات البطاله,وإنتشار الأمراض الخطيرة وفى مقدمتها الأيدز . وعلل البروفيسورالصينى سبب إرتفاع نسبة الشباب التى تقدم على الانتحار بإفتقار هذه الفئة الى الخبرة الكافية التى تؤهلها لمواجهة ومعالجة وتجاوز صعوبات الحياة بالأسلوب العقلانى المتروى بعيدا عن التهور والاندفاع. من ناحيته أشار تشانغ شياو كبير المسئولين التنفيذيين بالمركز الى أنه منذ أن إفتتح المركز خطا ساخنا فى أغسطس عام 2003 للتدخل السريع وتقديم الخدمات المجانية على مدار الساعة لمنع الانتحار ..وهو يتلقى نحو 220 ألف مكالمة يومية بمعدل يقترب من ألف مكالمة يومية يطلب أصحابها الاستشارة والمساعده والتوجيه. وأكد تشانغ أن تلك الخدمة نجحت فى إثناء واحد من كل عشرة أشخاص على الأقل ممن لجأوا الى المركز طلبا للمساعده وهى نسبة ضئيلة للغاية قياسا بالهدف الذى أقيمت من أجله تلك الخدمة لكنه يبقى مرضيا خلال المرحلة الأولى . ونوه تشانغ بأن ميزانية العام الحالى لمركز بكين للوقاية من الانتحار تقدر بنحو 5 ر1 مليون يوان (أكثر من مائتى ألف دولار أمريكى) بخلاف تبرعات يحصل عليها من هيئات عديدة مدنية غير حكومية من داخل الصين وخارجها فيما يعتزم إفتتاح خطين ساخنين جديدين قبل نهاية العام الحالى يعمل عليهما خمسون طبيا مختصا. (ا ش ا)