تقاوم الطفلة الفلسطينية ماريا أمين البالغة من العمر ست سنوات التي أصيبت بشلل تام باستثناء رأسها خلال هجوم إسرائيلي على نشطاء أمرا بنقلها من مركز لإعادة التأهيل في إسرائيل إلى الضفة الغربيةالمحتلة. حيث تسعى وزارة الدفاع الإسرائيلية التي تتحمل تكاليف علاج ماريا وسمحت لوالدها وأخوها الأصغر بالبقاء معها في مستشفى بالقدس لإرسالها إلى مركز أبو ريا للتأهيل في رام الله. و قد استأنف حمدي والد ماريا ضد القرار لكن المحكمة الإسرائيلية العليا قررت يوم الثلاثاء إرجاء النظر في القضية للمرة الثالثة حتى ديسمبر/كانون الأول وهو الموعد الذي تنتهي فيه صلاحية أمر يحول دون نقلها إلى المركز الطبي في رام الله. وأخبر أدي لاستيجمان محامي ماريا المحكمة أن مركز أبو ريا للتأهيل يفتقر إلى الأجهزة اللازمة لاحتياجاتها الخاصة. وقال لاستيجمان للصحفيين خارج قاعة المحكمة "إنها تحتاج للعيش بالقرب من المستشفى ويجب أن تظل بالقرب من غرفة الطوارئ وهي أشياء من غير الممكن أن تحصل عليها في الضفة الغربية." وأَضاف "لا يمكن لماريا أن تستعيد والدتها أو أخاها أو جدتها ولا يمكنها استعادة جسدها لكن هناك أشياء يمكننا فعلها لنجعل الأمور أفضل وهي الاعتناء بها طوال حياتها لأنه لا يمكنها البقاء على قيد الحياة خارج إسرائيل." وأبدى والد ماريا امتعاضه مما سماه تلكؤ المحكمة وقال إنه يعتقد أن المحكمة لا ترغب في تسجيل سابقة قد تشجع فلسطينيين آخرين أصيبوا في هجمات إسرائيلية للسعي للحصول على علاج طبي طويل الأجل في إسرائيل. وتؤكد وزارة الدفاع الإسرائيلية أن القانون الإسرائيلي لا يلزم الجيش بتعويض الفلسطينيين المصابين خلال القتال مع النشطاء في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتقول إن رعاية ماريا كانت لفتة إنسانية. ويمكن لماريا التحرك على كرسي متحرك يتم تسييره عبر أداة تحكم تديرها بذقنها لكن أطباءها الإسرائيليين يقولون إن حياتها ستصبح في خطر إذا نفذ الجيش الإسرائيلي ما ينويه وأعادها إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية. و قد أصيبت ماريا بشلل تام بدءا من رقبتها وحتى أخمص قدميها قبل عامين عندما أصيبت السيارة التي كانت تقلها في هجوم صاروخي على قيادي بحركة الجهاد الإسلامي في غزة وقتلت والدتها وجدتها وأخوها الأكبر في الهجوم. (رويترز)