كما أن الطريق إلي قلب الرجل معدته من وجهة نظر المرأة فان الطريق إلي صوت الناخب هو صحته.. من وجهة نظر الأحزاب السياسية.. هذا ما أكدته القوافل العلاجية التي تجوب القري والنجوع في الشهور الأخيرة وتنظمها الأحزاب السياسية خاصة مع تدني الخدمات الصحية في المستشفيات العامة وعدم وصولها في الغالب إلي المناطق النائية بالاضافة إلي ارتفاع أسعار العلاج في المستشفيات الخاصة وعيادات الأطباء. لم تعد الساحة خالية فقط للحزب الوطني "حزب الأغلبية" ونوابه في الدوائر الانتخابية بالمحافظات. حيث كان هؤلاء النواب هم الذين يتقدمون القوافل العلاجية في القري والنجوع والمدن الاقليمية ليكسبون صوتا انتخابيا جديدا بل راحت قيادات بعض الأحزاب في بادرة جديدة تحاول هي الأخري التواصل مع الجماهير من خلال هذه القوافل الطبية. آخر تلك القوافل التي نظمها حزب شباب مصر إلي عدد من قري محافظة أسيوط.. يقول عنها معتصم الأمير أمين عام الحزب بالمحافظة وعضو الهيئة العليا للحزب انها جاءت بالتنسيق مع جامعة أسيوط كلية الطب ومديرية الصحة والسكان بالمحافظة وتوجهها إلي قرية "صنبو" التابعة لمركز ديروط والقري المجاورة لها وضمت كافة التخصصات وسوف تكون مقدمة لقوافل أخري ينظمها الحزب. أضاف أنه سيتم الأسبوع القادم تنظيم قافلة أخري لقرية الأنصار التابعة لمركز القوصية.. وتضم القافلة 20 عيادة متخصصة بالاضافة إلي عيادات للأشعة التليفزيونية والعادية والملونة.. وأنها استقبلت 500 مريض علي مدي يومين.. يكشف الأمير أن القافلة بالاضافة إلي ما يقوم به من فحص المرضي وتقديم العلاج المجاني لهم فإنها أيضا تقوم بدور بحثي مهم حيث أجرت دراسات احصائية علي نسبة الضغط والسكر كما تشمل القافلة أيضا قسما خاصا للعلاج علي نفقة الدولة. حزب الشعب الديمقراطي هو الآخريحاول دخول الساحة إذ دعا رئيسه أحمد الجبيلي إلي دراسة تبني حملة قومية لعلاج مرضي الفشل الكلوي بعد تزايد اعداد هؤلاء المرضي وضعف الاعتمادات المخصصة للعلاج علي نفقة الدولة. يوضح الجبيلي أن هذا النوع من النشاط يأتي في إطار الدور الاجتماعي للحزب السياسي بالتعاون مع نقابة الأطباء كما أنه وسيلة سحرية للتواصل مع الجماهير والاقتراب من الشارع السياسي. أحمد عبدالهادي رئيس حزب شباب مصر يري أن القوافل العلاجية أحد أهم سبل التواصل مع الشارع السياسي في الوقت الراهن خاصة بعد حالة التردي التي تعيشها مستشفياتنا العامة وغلاء أسعار العلاج الخاص.. كما أنها فرصة لانقاذ أحزاب المعارضة التي أوشكت جميعها علي السقوط بسبب بعدها عن المواطنين.