أكدت الأستاذة في الجامعة الأهلية ماريا صابري في كتاب جديد أصدره مركز البحرين للدراسات والبحوث أخيراً أن ساعات الدوام الطويلة التي تفرضها بعض المؤسسات على موظفيها وطلبها من موظفيها البقاء لساعات أطول في الدوام، يؤثر سلباً على حياة الموظفين وأهدافهم الشخصية والتزاماتهم الأسرية. ويضم الكتاب دراسةً أجرتها صابري على إحدى المؤسسات المصرفية في البحرين كنموذج لكشف تأثير الدوام على حياة النساء العاملات، وتبيّن من الدراسة أن بعض النساء وبالأخص المتزوجات يعانين من طول أوقات الدوام وانعكاس ذلك على حياتهن الخاصة والأسرية. وقد أوضحت الدراسة أن هناك عاملات لا يمانعن العمل لساعات أقصر نظير أجر أقل، وتبين أن بعض العاملات حتى غير المتزوجات يعانين من ضغط العمل وعدم القدرة على تحقيق أهدافهن الشخصية بسبب ساعات الدوام الطويلة. وذكرت 43% من النساء في عينة الدراسة أن ساعات العمل الطويلة تولد لديهن ضغوطا بسبب كثرة العمل، فيما قالت 20% منهن أن ساعات العمل الطويلة تؤثر عليهن جسديا و12% أفدن أنه يسبب لهن الأرق ومشكلات في النوم. وأعربت 52% من النساء المتزوجات العاملات عن استعدادهن للعمل لساعات أقل حتى إن أثر ذلك على الراتب، وهو ما يدل على أنهن يولين الجوانب الأخرى من حياتهن الوقت الكافي مثل اهتمامهن بالأسرة والأبناء. وقد جاءت الأسرة على رأس اهتمامات النساء المتزوجات بنسبة 72% من مجمل اهتماماتهن الحياتية يليها الدخل المادي بنسبة 12%، وترتفع تلك النسبة لدى الأمهات العاملات إذ تبين من الدراسة أن الأسرة تحظى بنسبة 89% من مجمل اهتماماتهن الحياتية. وقد صرحت 64% من النساء المتزوجات عن أنهن فكرن في ترك العمل بسبب ساعات الدوام الطويلة. وترى المؤلفة ضرورة إعادة النظر في ساعات الدوام الطويلة بحيث تكون ساعات الدوام أكثر مرونة. وقالت ان أسباب ارتفاع ساعات العمل لها علاقة باعتقادات غير دقيقة مترسخة لدى الكثير من الإدارات مفادها أن ساعات الدوام الطويلة تعني بالضرورة إنتاجية أكبر ونموا اقتصاديا أفضل، وهو ما تفنده المؤلفة من خلال أمثلة ونماذج عدة.