قالت الشرطة الإندونيسية الخميس إن حوالي 200 شخص أغلقوا مسجدين على الأقل وبعض المدارس في جزيرة جاوة خاصة بطائفة الأحمدية التي يعتبرها العديد من المسلمين خارجة عن صحيح الدين. ووقف أعضاء من جماعتي أهل السنة والجماعة والطلاب المسلمون المتحدون (حساب) الإسلاميتين يشاهدون فيما أغلق أشخاص من المجتمع المحلي باب مسجد في منطقة كمباكا التي تبعد حوالي مئة كيلومتر جنوب شرق العاصمة جاكرتا. وقال أحمد ياني رئيس الشرطة في كمباكا إن الحشود كتبوا بطلاء الرش على حوائط المسجد "هذا المسجد لا يمكن استخدامه". وأضاف "تركنا الناس يغلقوه (المسجد) ... نستطيع فقط توفير الأمن وضمان عدم وقوع عنف أو إحراق أو فوضى" مضيفا أن الشرطة أرادت تجنب التدخل في النزاع. وقال إن أحدا لم يصب في الأحداث وأن أتباع الأحمدية بإمكانهم الصلاة في منازلهم. وقالت الشرطة إن أشخاصا بالمجتمع المحلي أغلقوا كذلك مسجدا ومدارس للأحمدية في منطقة سيبربر القريبة بعدما رفض أتباع الطائفة إغلاق مسجدهم ومدارسهم. ويعيش في منطقة كمباكا عدد كبير من أتباع الأحمدية الذين استهدفوا في عام 2005 عندما قام حوالي 2000 شخص من مناطق مجاورة بتدمير مساجدهم ومنازلهم ومتاجرهم. وأصدرت حكومة إندونيسيا أكبر الدول الإسلامية سكانا مرسوما وزاريا هذا الشهر يحظر على أتباع هذه الطائفة نشر تعاليمهم. وقال يوسف كالا نائب الرئيس الإندونيسي الحكومة لا تعتزم حظر الطائفة الاحمدية ويسمح لأفرادها ممارسة عباداتهم في منازلهم ومساجدهم لكن عليهم ألا يروجوا لأفكارهم أو يحاولوا إقناع آخرين بتغيير عقيدتهم. ويرفض أفراد الطائفة الأحمدية اعتبار النبي محمد آخر الأنبياء ويقولون إن ميرزا غلام أحمد الذي أسس الطائفة في الهند في القرن التاسع عشر نبي. وكان فريق حكومي مكلف بمراقبة الجماعات الدينية قد أوصى في وقت سابق بحظر الطائفة بعد أن أعلن مجلس العلماء أعلى سلطة دينية في البلاد أنها طائفة خارجة على الدين. من جانبه، حذر الزعيم الإسلامي أبو بكر باعشير حذر من نشوب صراع طائفي إذا لم تحظر الحكومة بالكامل طائفة الأحمدية التي يقدر أتباعها في إندونيسيا بما يتراوح بين 200 ألف ومليونين، قائلا إن تعاليمها تنحرف عن ركائز العقيدة الإسلامية. وانتقدت جماعات حقوق الإنسان الشرطة الإندونيسية مرارا في السابق لإخفاقها المتكرر في التدخل في النزاعات القائمة على أساس ديني حتى عندما يبدو أن طرفا أو أخر يخرق القانون. ويبلغ عدد سكان إندونيسيا 226 مليون نسمة 85 بالمئة منهم مسلمون. وأغلبهم من المعتدلين وينص دستور البلاد على حرية العقيدة. (رويترز)