أعلن الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر عن إطلاق برنامج دراسى جديد بالجامعة لتعريف الغرب بالإسلام يبدأ فى أكتوبر/تشرين الاول القادم2008 باللغة الإنجليزية على أن يشمل فى العام التالى اللغتين الفرنسية والألمانية أيضا. وأشار الدكتور الطيب فى مؤتمر صحفى عقده بنادى الصحافة الأجنبية بباريس إلى أن وفد علماء المسلمين الذى يزور فرنسا حاليا برئاسته جاء للمساهمة فى توضيح الصورة الحقيقية للإسلام الذى يتعرض بشكل منتظم للتشويه والهجوم، وقال إن الإسلام هو الحلقة الأخيرة من حلقات الأديان السماوية وليس دينا مستقلا مشيرا إلى أن هناك دينا إلهيا واحدا اسمه الإسلام يبدأ من رسالة أدم مرورا بنوح وموسى وعيسى وينتهى بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام. وأكد على انفتاح الإسلام على المسيحية واليهودية وكل الأديان السماوية وأن علاقة الإسلام بالأديان الأخرى هى علاقة تعارف وليست علاقة تصادم انطلاقا من أن اختلاف الناس فى الأديان واللغات والألوان والأجناس هى حقيقة أرادها الله. وفيما يتعلق بأحداث الحادى عشر من سبتمبر/ايلول قالت الدكتورة نادية مصطفى أستاذة العلوم السياسة بجامعة القاهرة ان الإسلام وليس المسلمين موضع اتهام و هو مستهدف منذ نهاية الحرب الباردة وليس فقط بعد 11 سبتمبر/ايلول ، وأضافت أن بعض كتب الاستشراق تناولت الإسلام بصورة مسيئة ولكن الخطورة أن الحديث العادى واليومى فى الغرب أصبح محملا بالاتهام للإسلام معتبرة أن الموضوع له إطار سياسى دولى وليس دينيا شعبيا فقط. وقال الدكتور عبد المعطى بيومى الأستاذ بجامعة الأزهر أن الإسلام يحترم كل الأديان حيث إنه من صلب عقيدة المسلم احترام كل الديانات والكتب السماوية والرسل كما أن الإسلام يحترم حرية التعبير ولكن هناك سقفا إنسانيا إن لم يكن دينيا يجب أن يراعى عدم الإساءة لمليار ونصف المليار مسلم. ومن جانبه اعتبر الدكتور محمد عبد الفضيل نائب رئيس جامعة الأزهر أن قضية الرسوم المسيئة تعكس أزمة حرية فى الغرب لأن الحرية تنقلب إلى فوضى حين لا ينتقد احد إنسانا لا يعرف عنه شيئا مؤكدا أن من يعرف ولو قدرا بسيطا عن اثر الرسول محمد فى تاريخ العالم وفى الدفاع عن القيم الإنسانية لم يكن ليقدم على الإساءة له. ومن ناحية أخرى أكد الدكتور أحمد الطيب استحالة نجاح تصدير فكرة العلمانية إلى الدول الإسلامية، وأشار إلى أن العلمانية هى نظام خاص من إنتاج الحضارة الغربية التى حصرت الذكاء الذهنى كله فى الإنتاج والصناعة والاستهلاك ولم تربطه بالدين والروحانيات وبالتالى فان الدين فى منظومة هذه الحضارة لا قيمة له ومن هنا ظهرت سلبيات كثيرة نتيجة السير بعيدا عن الهدى الالهى. وانتقد ازدواجية الغرب فى هذه النقطة حيث أنه يتحدث عن العلمانية وفصل الدولة بينما قامت إسرائيل باحتلال الاراضى الفلسطينية تحت غطاء نصوص دينية محرفة وأيضا جاءت الولاياتالمتحدة إلى العراق تحت نفس الغطاء. (أ ش أ )