الغضب من ارتفاع اسعار الوقود مع اقتراب النفط من 140 دولارا للبرميل يستمر ليمتد الي الشوارع في مختلف ارجاء العالم، فبعد أيام من تحول اضرابات سائقي الشاحنات الى العنف في اسبانيا والهند وتشديد ماليزيا اجراءات الامن بسبب مسيرة واجهت السلطات من تايلاند الى هولندا احتجاجات قوية علي ارتفاع أسعار البنزين. واتسع نطاق الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود في أوروبا واسيا الاثنين 16 يونيو/ حزيران 2008، وقال سائقو شاحنات كولومبيون انهم سينضمون الي موجة الاضرابات التي أثارت مخاوف من اضطرابات سياسية وزيادة تباطؤ الاقتصاد العالمي. وانتشرت احتجاجات سائقي الشاحنات والصياديين ومجموعات اخرى تأثرت أكثر من غيرها بارتفاع تكلفة الوقود في العديد من الدول من اسبانيا وحتي الهند وكوريا الجنوبية علي مدي عدة اسابيع. ودفع تزايد الغضب الشعبي قضية أسعار النفط الي رأس جدول الاعمال السياسي في الكثير من الدول، وحذر اجتماع "الثماني" الذي يضم أغني الدول في العالم مطلع الاسبوع الثالث من يونيو/ حزيران 2008 من أن ارتفاع أسعار السلع قد يقوض النمو، لكنه فشل في طرح أي خطة لتهدئة الاسواق أوالحد من الاحتجاجات المتزايدة. وبدأ سائقو شاحنات فرنسيون في اغلاق الطرق في أحدث الاحتجاجات من اجل الضغط على الحكومة لمساعدتهم في التكيف مع أسعار النفط التي ارتفعت الي أكثر من المثلين خلال عام. وقال فيليب فورنييه المسؤول في اتحاد يمثل شركات النقل الصغيرة، أن الامر لا يتعلق بمعاقبة مستخدمي وسائل النقل بل ارسال تحذير للحكومة يفيد بأنه حان الوقت لتتحمل مسؤولياتها. وفي كوريا الجنوبية انضم عمال البناء الي سائقي الشاحنات المضربين في أحدث ضربة للرئيس الجديد لي ميونج باك الذي قال ان ضغوط التضخم تمثل أكبر أزمة اقتصادية عالمية في 30 عاما، ويضغط العمال من أجل خفض سعر الوقود وزيادة الاجور. وفي كولومبيا من المقرر أن يبدأ سائقو قطارات الشحن اضرابا علي مستوى البلاد، وقال وزير النقل أندريس اورييل جاييجو ان المسؤولين يتخذون اجراءات لضمان امدادات الوقود. ويؤثر ارتفاع الاسعار كذلك علي الاقتصاد العالمي فيزيد التضخم ويحد من الاستهلاك، وهو ما دفع عدد من البنوك المركزية الاوروبية لخفض توقعاتها للنمو، فقد خفض بنك فرنسا المركزي توقعاته للنمو في الربع الثاني من 2008 بمقدار الثلث الى 0.2%، كما خفض المركزي الياباني توقعاته للصادرات وارباح الشركات الجمعة بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار المواد الأولية. (رويترز)