تحتضن اللويبدة وجبل عمان وهما من أقدم الأحياء في العاصمة الأردنية عمان كل يوم جمعة سوقي جارا والباعونية المفتوحتين بهدف إحياء هذه المناطق العريقة وتشجيع الحرف التقليدية والفن الشعبي. تشتهر منطقة الدوار الأول في جبل عمان حيث تقام سوق جارا بشوارعها الضيقة ومنازلها القديمة الرحبة التي سكن فيها الملك طلال والملك حسين والعديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية منتصف القرن الماضي. نجحت سوق جارا التي بدأت مشوارها قبل أربع سنوات في استقطاب الاف الزوار العرب والاجانب اسبوعيا من خلال الانشطة المختلفة التي تقدمها منها المسرح والعاب الاطفال والمقاهي الشرقية واكشاك البيع المتنوعة. تقام السوق في شارع طوله 180 مترا ويضم عشرات من اكشاك البيع التي تتنوع سلعها بين الفضيات والمصابيح القديمة والمصوغات اليدوية والرسومات والمطرزات التي تمثل التراث الاردني بالاضافة الى المنتجات الطبيعية كالعسل والورود. قال خضر قواس أمين صندوق جمعية سكان حي جبل عمان ومدير السوق لرويترز "تأسست الجمعية للمحافظة على هذه المنطقة فكانت فكرة السوق لإعادة إحياء هذه المنطقة والمحافظة على أصالتها." واضاف قواس "بدأت السوق كتجربة في عام 2005 وكانت تجربة ناجحة لذلك قررنا الاستمرار وهذا هو العام الرابع." يؤم السوق العديد من السياح حيث قال قواس ان عدد الزوار يتراوح بين اربعة الاف الى ستة الاف زائر اسبوعيا ويستضيف مسرح السوق العديد من الفرق الشابة. اما سوق الباعونية التي تقام في جبل اللويبدة فهي احدث حيث بدأت تجربتها هذا العام للتركيز بشكل خاص على التحف النادرة بالاضافة الى الاشغال اليدوية. قالت حياة الناصر رئيسة جمعية اصدقاء اللويبدة ان السوق "تعنى بالتراث والثقافة خصوصا ان جبل اللويبدة يضم العديد من محلات التحف." ويساعد سوقا جارا والباعونية الفنانين والمبدعين الذين لا يملك معظمهم محال تجارية وحتى ربات المنازل على عرض وترويج منتجاتهم المتنوعة. اميرة ابو حسان احدى البائعات في سوق جارا التي تعرض منتجاتها من المصاحف والملابس واطارات الصور المطرزة المستوحاة من التراث الاردني للسنة الثالثة على التوالي. وقالت "أحب أن أنتج ،وأردت أن أعرف مدى إقبال الناس على إبداعاتي وأفكاري والحمد لله الأقبال جيد." وأضافت "إقبال الناس يحفزني على الإنتاج والتفكير في إبداعات جديدة فما تراه على طاولتي هذا العام سترى غيره بأشكال أخرى أكثر تطورا وبألوان أكثر العام القادم." وتقام السوقين أيام الجمعة طيلة فصل الصيف مما يساعد على استقطاب عدد اكبر من الناس الذين يستمتع العديد منهم بامضاء يوم العطلة في التجول بين المنازل القديمة وشراء منتجات الحرف التقليدية او حتى احدث الكتب. (أ ف ب)