اتجه كثير من العراقيين الي تربية الطيور وبيعها الي دول الجوار فرارا من الركود الاقتصادي الذي افرزته التوترات الامنية. وأدى ازدهار تجارة الطيور وخاصة الحمام الي تحسن الأوضاع المعيشية للعديد من العراقيين بعد أن نجحوا في فتح أسواق لها في الدول المجاورة خاصة الاردن وسوريا ودول الخليج. وهو ما أكده محمد ابو نصير أحد تجار الدواجن قائلا أن الطيور العراقية وجدت اسواقا خارجية تتمتع بطلب قوي وتدر ارباحا مميزة، ولذلك تحولت مسألة تربية الطيور الى فرصة لتحسين دخول الأسر. ويضيف، ان سوق الطيور أصبحت افضل حالا بعد أن الاتجاه الي ابرام الاتفاقات عبر وسائل الاتصالات الالكترونية، مما شجع المربين علي تهجين سلالات جديدة وتحويل تربية الطيور الى مهنة توفر لقمة العيش. وبعد ازدهار بيع الطيور - يستكمل ابو نصير الذي يهوى تربية انواع عدة من الطيور منذ اكثر من 45 عاما- اجتاح السوق عدد كبير من المتاجر المتخصصة في بيع كافة أنواع الطيور واصبح عددها في الكوت (الواقعة علي بعد 175 كم جنوب شرق بغداد) اكثر من 10 تفتح ابوابها يوميا لكنها تشهد ازدحاما ايام الجمعة. ودفعت ظاهرة انتشار المحلات المخصصة لبيع الطيور وازدياد تربيتها في المنازل الى تشكيل اول رابطة تعنى بالامر وتضم اشخاصا من مختلف الشرائح والمهن يجمعها الشغف في الطيور المعدة للبيع. ومن اهم الانواع المتداولة في سوق البيع ما يسمى بالمسكي والعنبرلي والاورفلي وتنتمي جميعها الى فصيلة تعرف ب"الازرق"، لكن الحمام الزاجل يبقى الاغلى ثمنا اذ يصل سعره الى مليون دينار (800 دولار). ولم يخف ابو نصير - الذي يملك اكثر من 80 طائرا من فصيلة "الازرق"- المشاكل التي يواجهها من يربي الطيور ونظرة المجتمع اليهم خصوصا مع الاعتقاد السائد بانهم ينتهكون خصوصيات الناس لانهم يتخذون اسطح المنازل مكانا لانشطتهم. ولا تقتصر عملية تربية الطيور علي فئة اجتماعية محددة بل تضم اشخاص من فئات اجتماعية متعددة فبجانب هدف زيادة الدخل تستوعب التجارة عدد كبير من هواة تربية الطيور. فيقول الطبيب عبد القادر فاضل المياحين، انه يهوي تربية الطيور ويمتلك 50 طائرا من نوع "الازرق"، ويشعر بسعادة كبيرة لحظة انطلاقة الطيور ومن ثم عودتها ويحرص علي العودة مبكرا من عمله للإهتمام بها. ويضيف ثائر القطبي وهو خريج معهد تقني انتخب رئيسا لرابطة محبي الحمام الزاجل التي تجاوز عدد اعضائها 50 فردا، أن الرابطة تعمل علي تنظيم سباقات للحمام في عدة مواسم منها سباق الموصل وكركوك واخرها سباق الفاو لمسافة 500 كم. ويتابع ان افضل انواع الحمام هو البلجيكي وهو اغلى الطيور ثمنا يليه الهولندي وغيره من الاصناف الاخرى التي تحرص الرابطة علي تهجينها ورعايتها حيث توصلت الي سلالات محلية لا تقل اهمية من حيث السعر عن سابقاتها. (أ ف ب)