أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الضوء الأخضر لإجراء انتخابات تمهيدية في حزب "كاديما" الحاكم الذي يتزعمه لاختيار رئيس للحزب. وأصدر أولمرت توجيهاته الأربعاء لرئيس لجنة الشئون الحزبية في كاديما تساحي هنجبي وإلى رئيس إدارة الائتلاف الحكومي ايلي افلالو بالعمل بسرعة على وضع القواعد التي ستجرى بموجبها هذه الانتخابات. ومن المقرر أن تعقد لجنة الشئون الحزبية في "كاديما" اجتماعا الاثنين 16 من يونيو 2008 لبحث هذا الموضوع. وقد عقده أولمرت مع هنجبي اجتماعا لبحث إمكانية تحديد موعد توافقي لإجراء الانتخابات الداخلية في ظل فضائح الفساد التي يشتبه في تورط رئيس الوزراء الإسرائيلي فيها. وكان أولمرت يسعى إلى تأجيل الانتخابات الداخلية إلى ما بعد الانتهاء من التحقيق الخاص بالقضية الحالية التي يشتبه في تورطه فيها - التي أثرت سلبا على شعبيته - كما تؤكد استطلاعات الرأي في إسرائيل أن شعبية حزب "كاديما" تضررت إلى حد كبير إثر فتح التحقيق مع أولمرت في قضايا فساد إلى جانب اشتباه الشرطة في قيامه بعمليات غسيل أموال. وكان رجل الأعمال الأمريكي موريس تالانسكي أكد في شهادته أنه أعطى أولمرت مظاريف مليئة بالنقود، وأنه لا يدري كيف أنفقت تلك المبالغ، مشيرا في الوقت نفسه إلى ولع أولمرت بالسيجار الفاخر والساعات والأقلام الثمينة. من جانبه، رفض أولمرت حتى الآن الدعوات المطالبة باستقالته وتحدى طلب شريكه السياسي في الائتلاف الحاكم ووزير الدفاع إيهود باراك بالتنحي عن منصبه بسبب الشبهات التي تحيط به. من جهتها، تسعى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني - أحد أبرز منافسي أولمرت على زعامة "كاديما" - وعدد من أنصارها إلى اتخاذ قرارات سريعة بشأن الانتخابات الداخلية. وأعربت ليفني عن اعتقادها بأن استعادة "كاديما" لثقة الرأي العام الإسرائيلي تتطلب إجراء انتخابات على زعامة هذا الحزب الذي يهدده شركاؤه في الائتلاف الحكومي بالخروج من الائتلاف والدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة. يذكر أن حزب "كاديما" يسيطر على 29 مقعدا في الكنيست من أصل 120 مقعدا، ويعتمد على تحالفه مع حزب العمل بقيادة وزير الدفاع باراك الذي يسيطر على 19 مقعدا، بالإضافة إلى أحزاب أخرى تشارك في الائتلاف. (د ب أ)