اقترح نبيل فهمي سفير مصر لدى الولاياتالمتحدة السبت خطة من ثلاث خطوات لحل الأزمة النووية الإيرانية فيما أكد أن قدرات إسرائيل النووية تشكل عائقا أمام حل هذه المشكلة. وقال سفير مصر لدى الولاياتالمتحدة في لقاء بمركز الدراسات الاستراتيجية العالمية السبت إن أولى خطوات هذه الخطة قيام إيران بتعليق برنامجها النووى بشكل مؤقت وثانياً إعطاء إيران ضمانات بتوفير الوقود النووى لبرنامجها النووى المدنى. وثالثاً يتم خلال مدة التعليق بذل جهود جدية للتوصل إلى إجراءات إقليمية لضبط التسلح بهدف إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط على أن ينطوى هذا الجهد- إلى جانب أمور أخرى- على التعامل مع القدرات النووية الإسرائيلية. وأكد فهمى أن غياب إسرائيل عن معاهدة منع الانتشار لم ينشئ المشكلة الايرانية ولكنه يمثل عائقاً مباشراً أمام جهود حلها. وقال فهمي ان مخاطر منع الإنتشار النووي بالشرق الأوسط لم تبدأ بالجدل الدائر الآن حول كيفية التعامل مع البرنامج النووى الإيرانى بل منذ حقبة الستينيات التى دارت خلالها تكهنات حول توجه مصر وإسرائيل فى المجال النووى. وأشار إلى أن مصر وقعت على معاهدة منع الانتشار النووى وصدقت عليها عام 1981 رغم رفض إسرائيل إلى الآن الإنضمام إلى المعاهدة وذكر بمبادرة مصر بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووى فى عام 1974 ثم بمباردتها بإخلاء المنطقة من كافة أسلحة الدمار الشامل فى عام 1990. ونوه إلى تبني مجلس الأمن للمبادرة المصرية فى قراره رقم 687 لعام 1990 فى إشارته إلى أن جهود نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية إنما تأتى فى إطار الجهود الجارية لإخلاء المنطقة من هذه الأسلحة مما يعنى أن هناك تبنى دولى لهذه المبادرة. وذكر السفيرأن مصر تطالب إيران باتخاذ خطوات لبناء الثقة وإضفاء المصداقية على الطبيعة السلمية لبرنامجها النووى والرد على كافة الاستفسارات المطروحة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول مسألة الأبحاث المزعومة فى المجال العسكرى النووى. وقد أكد فهمى أنه لا يجادل فى حق أي دولة فى التخصيب أو فى تملك برنامج نووى طالما احترمت تعهداتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية باعتبار أن ذلك حق تكفله المعاهدة أما فيما يتعلق بالملف النووى السورى المزعوم ، وقال فهمي انه لم تتضح بعد حقيقة الأنشطة التى جرت بالموقع السورى الذى دمرته إسرائيل فى سبتمبر الماضى وأنه يجب انتظار نتائج الزيارة التفقدية التى سيقوم بها وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية للموقع السورى فى 22 يونيو 2008 قبل التوصل إلى استنتاجات قاطعة فى هذا الشأن. وقد وصف استهداف دولة لدولة أخرى دون اللجوء إلى آليات الوكالة الدولية للطاقة الذرية المعنية بالتحقق من هذه المزاعم بأنه إجراء مرفوض ينتقص من مصداقية النظام الدولى لمنع الانتشار كما أكد على عدم جواز اللجوء إلى القوة إلا من خلال مجلس الأمن خاصة إذا لم يكن هناك تهديد وشيك للدولة المهاجمة وأضاف أنه كان يجب أن تتوجه كافة الدول التى لديها معلومات إلى وكالة الطاقة الذرية بالمعلومات التى فى حوزتها بدلاً من التحرك المنفرد وذلك لضمان صحة هذه المعلومات ومصداقية أي تقييم يتبعها. وشدد فهمى على أن مصر صاحبة السجل الإيجابى فى مجال ضبط التسلح ومنع الإنتشار تؤكد على أهمية تحقيق تقدم ملموس فى مسألة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وأكد أنه يحق لكل دولة ملتزمة بمعاهدة منع الانتشار النووى الحصول على تكنولوجيا نووية وإنشاء برامج نووية مدنية وأن البرنامج النووي المصرى يستهدف التعامل مع متطلبات المجتمع المصرى المتزايدة على الطاقة. واعتبر فهمى محاولة الربط بين الاهتمام المتزايد بالطاقة النووية فى الشرق الأوسط والتطلع إلى إنشاء برامج نووية عسكرية بمثابة إدعاء يناقض ذاته لأن القنبلة النووية لا تنشأ من محطات توليد الطاقة وإنما كنتاج لأعمال بحث وتطوير فى إطار مفاعلات نووية قائمة. وأوضح أن كافة الدول التى أبدت مؤخراً اهتماماً بإنشاء محطات للطاقة النووية- وعلى رأسها مصر- إنما هي دول أعضاء فى معاهدة منع الانتشار النووى وتلتزم بمبادئها ودعا إلى تسليط الجهود الهادفة لتقويض مبادئ معاهدة منع الانتشار النووي والحقوق التي تضمنتها على الدول غير الملتزمة بالمعاهدة أو تلك لم تنضم إليها بعد. وأوضح أن الجدل المثار حول حق أعضاء معاهدة منع الانتشار فى التخصيب على أراضيهم من عدمه غير منطقى وغير مفيد بل عقيم. ودعا المعنيين إلى التركيز على الدوافع التى تؤدي بالدول إلى السعى للحصول على برامج نووية مطالبا بالعمل على تقديم الحوافز اللازمة لكي تستمر هذه الدول فى الإلتزام بالمعاهدة. كما أكد على ضرورة تبنى سياسات متوازنة لدى التعامل مع قضايا منع الإنتشار الدولى تقوم على تطبيق معايير واحدة على الجميع وبأسلوب غير مزدوج ودعا الدول النووية إلى اتخاذ اجراءات جادة لنزع سلاحها النووى باعتبار أن هذا هو الهدف الرئيسى لمعاهدة منع الانتشار النووى. كما طالب بالتعمق فى دراسة المبادرة التى تقدمت بها أربع شخصيات أمريكية مرموقة وهم السناتور سام نان ووزير الخارجية الأسبق هنرى كسنجر وويليام بيرى وجورج شولتز فى يناير 2007 بإنشاء عالم خال من السلاح النووى. (ا ش ا)