أكد الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر رئيس وفد علماء الدين في مصر المشارك في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار بمكةالمكرمة أهمية التحاور البناء والفعال والصادق بين الإسلام والمسلمين وبين غيرهم من أصحاب الأديان السماوية لما فيه مصلحة البشرية والناس جميعا. وأضاف طنطاوي "أن مؤتمر مكةالمكرمة يأتي في إطار توحيد الرؤي الإسلامية للانطلاق بها نحو الحوار مع الآخر من موقف قوي وصادق حتي ندعم ما بيننا كمسلمين وعلماء دين وفكر إسلامي ونحدد الأهداف العامة من الحوار التي ننطلق منها للحوار مع الآخرين". وقال شيخ الأزهر - في تصريح علي هامش مشاركته في المؤتمر الذي يبدأ في وقت لاحق الأربعاء - "إن الحوار ليس مقصورا بين أتباع الدين الإسلامي وحده ولكنه قائم فعليا بين الأديان المختلفة وهناك قنوات اتصال مفتوحة بين ممثلي هذه الأديان من أجل التعاون لصالح البشر رافضا أى حوار في العقيدة ولكن في مجالات التسامح والحث علي الأخلاق وتحقيق الخير وتقدم المجتمعات". وأشار فضيلة الإمام الأكبر أنه سيتقدم ببحث علمي للمؤتمر حول أركان الحوار في الإسلام سيوضح فيه أهمية الحوار في العقيدة الإسلامية وقيام الحياة علي أساس الحوار سواء بين السياسيين والعلماء والاقتصاديين وبين الناس جميعا في بيعهم وشرائهم وعطائهم وكافة معاملاتهم. وأضاف أنه سيضع في بحثه أسس الحوار من منظور إسلامي وفق القرآن والسنة النبوية كما سيلقي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في وقت لاحق كلمة باسم أكثر من 500 مفكر وعالم دين في العالم . من جانبه أكد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبد السلام أن المؤتمر الذي يفتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشيخ الأزهر يستهدف وضع خطة موحدة للنهوض بمستقبل الحوار الإسلامي وتطويره من خلال تجميع الخبرات السابقة والإفادة منها والتنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالحوار. وأشار عبد السلام أن المشاركة الكبيرة من علماء ومفكري مصر والعالم الإسلامي الذين يتجاوز عددهم ال 500 يعطي المؤتمر زخما فكريا كبيرا ورؤية واسعة تمثل العالم الإسلامي ورؤيته بشأن الحوار مع أتباع الأديان السماوية والثقافات والحضارات. وأعرب الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية عن أمله في الخروج بخطة عمل إسلامية توضح الخط الإسلامي للحوار وتدافع عن وسطيته واعتداله وترد الشبهات الخاطئة عن الإسلام والمسلمين في الغرب التي اشتدت بعد أحداث 11 سبتمبر. جدير بالذكر أن رابطة الجامعات الإسلامية مقر أمانتها العامة بالقاهرة وتمثل أكثر من 120 جامعة إسلامية.