ارتفع النفط إلى مستوى قياسي جديد مقتربا من 128 دولارا للبرميل الجمعة يدعمه انخفاض الدولار وزيادة أسعار المشتقات فضلا عن إقبال واسع في الصين وأوروبا على شراء الديزل وسط شح الإمدادات العالمية. وعززت الارتفاع أنباء أن جولدمان ساكس أكثر بنوك الاستثمار نشاطا في أسواق الطاقة رفع توقعاته لمتوسط سعر الخام في النصف الثاني من العام الى 141 دولارا للبرميل من 107 دولارات للبرميل في تقديراته السابقة. وقال البنك "ظروف شح المعروض لاتزال العامل المساعد الاساسي على ارتفاع أسعار الخام." وسجل الخام الامريكي الخفيف تسليم يونيو/ حزيران مرتفعا قياسيا جديدا عند 127.82 دولار قبل أن يتراجع الى 127.7 دولار للبرميل وذلك بزيادة 3.58 دولار. وعلى صعيد خام القياس الأوروبي فقد صعد مزيج برنت في لندن 3.53 دولار إلى 126.16 دولار للبرميل. ومما يعزز أسعار النفط قوة الطلب من بلدان نامية مثل الصين. ويتوقع ارتفاع مشتريات شركة بتروتشاينا من الديزل بأكثر من الثلث في يونيو مقارنة مع مايو/ أيار في أعقاب الزلزال المدمر الذي عطل بعض إمدادات الطاقة التي يستخدم في توليدها الغاز الطبيعي. وقال روبرت لولين من ام.اف جلوبال "الناس يبحثون عن الديزل. الوضع سيء منذ زلزال الاثنين في الصين." وأضاف أن تصريحات وزير النفط السعودي علي النعيمي الخميس والتي توقع خلالها زيادة حادة في استهلاك النفط في آسيا خلال العشرين عاما القادمة زادت المخاوف بشأن المنافسة على إمدادات الوقود. وأفضى انخفاض مخزونات السولار في شمال غرب أوروبا بسبب سلسلة أعطال في المصافي إلى اندفاع المشترين طلبا للانتاج الآسيوي. ويصل الرئيس الأمريكي جورج بوش الى السعودية الجمعة لتجديد مناشدته لاكبر بلد منتج للنفط في العالم من أجل زيادة الانتاج للمساعدة في تهدئة الاسعار. وأكد وزير النفط السعودي علي النعيمي الخميس وجهة نظر بلاده بأن الاسعار مرتبطة بالاضطرابات في السوق أكثر من ارتباطها بالعوامل الاساسية. وقالت الاكوادور أصغر أعضاء أوبك انتاجا ان على المنظمة أن تدرس زيادة الانتاج لان ارتفاع الاسعار يضر الدول الفقيرة وعلى صعيد متصل تراجع الدولار مقابل الين واليورو الجمعة بسبب التناقض بين مؤشرات تدهور سوق العمل بالولاياتالمتحدة من جهة والنمو الذي جاوز التوقعات بمنطقة اليورو واليابان من جهة أخرى. وتلقي البيانات الأمريكية الضعيفة التي صدرت الخميس بظلال من الشك على التوقعات بالسوق بأن عجلة خفض أسعار الفائدة النشطة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي قد توقفت. وستحصل السوق على مزيد من الإيضاحات حول عمق تباطؤ الاقتصادي الأمريكي من بيانات بشأن البدء في بناء مساكن وعدد تصاريح البناء في أبريل/ نيسان 2008 ، بالإضافة إلى مؤشر معنويات المستهلكين في مايو الذي تصدره رويترز بالتعاون مع جامعة ميشيجان، ويتوقع أن تكون المقاييس الثلاثة ضعيفة. وعلى النقيض من ذلك أظهرت بيانات يابانية نموا اقتصاديا بنسبة 0.8 % في الربع الأول متجاوزا توقعات السوق بتحقيق نمو بنسبة 0.6 %. وبهذا يقدر النمو على أساس سنوي بنسبة 3.3 % مقارنة مع 0.6 % فقط في الولاياتالمتحدة خلال الفترة نفسها. وتراجع الدولار بنحو نصف نقطة مئوية الى 104.34 ين. كما ارتفع اليورو 0.2 % إلى 1.5471 دولار، وتراجعت العملة الأوروبية الموحدة بمقدار طفيف مقابل الين إلى 161.44 ين. وعزز النمو القوي في ألمانيا وفرنسا في الربع الأول اليورو ، حيث أبرزت البيانات القوة النسبية للاقتصاد الأوروبي مقارنة مع الاقتصاد الأمريكي. وتراجع مؤشر الدولار الذي يتابع أداء العملة الأمريكية مقابل سلة عملات رئيسية 0.2 % إلى 73.191. وارتفع المؤشر الأسبوع الأول من مايو/ أيار 2008 إلى أعلى مستوى في شهرين عند 73.895 بفضل المكاسب المتتالية بالأسواق الأمريكية وارتفاع عوائد السندات الأمريكية وتنامي وجهة نظر تقول إن أسوأ ما في أزمة الائتمان قد ولى. وعلى النقيض ارتفع سعر الذهب نحو 2 % الجمعة مقتربا من مستوى 900 دولار للاوقية يدعمه ارتفاع سعر النفط واقبال على الشراء بفعل عوامل فنية. وصعد سعر الذهب في المعاملات الفورية الى 899.15 دولار للاوقية بالمقارنة مع 881.55-882.75 دولار للاوقية في أواخر المعاملات في نيويورك الخميس. (رويترز)