تقدم عدد كبير من الفنانين الفلسطينيين والعرب للمشاركة في مسابقة مارسيل خليفة الموسيقية التي ينظمها معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى في الأراضي الفلسطينية. وتنطلق المسابقة التي ينظمها المعهد كل عامين في بداية يوليو/ تموز وتستمر لمدة ستة أيام بمشاركة موسيقيين محترفين فلسطينيين وأجانب في عملية التحكيم. وقال سهيل خوري مدير المعهد لوكالة فرانس برس الخميس إن المقاطع الموسيقية والغنائية التي سيؤديها المتسابقون "هي أغان من الموروث الغنائي الكلاسيكي العربي ومنها لعبد الوهاب والأخوين الرحباني وفريد الأطرش ومارسيل خليفة وروحي خماش وغيرهم نحاول بعثها من جديد بين المغنين والموسيقيين الفلسطينيين الشباب". وكان معهد ادوارد سعيد للموسيقى خصص هذه المسابقة باسم المغني اللبناني مارسيل خليفة بعدما قدم خليفة جائزة فلسطين للموسيقى التي منحتها له وزارة الثقافة الفلسطينية في العام 1999 الى المعهد تشجيعا منه للموسيقى الفلسطينية. ويحظى مارسيل خليفة بمكانة كبيرة لدى الفلسطينيين بفضل أغانيه الوطنية التي غناها في فترة الثمانينات والتي يرددونها في احتفالاتهم الوطنية. وقال سهيل خوري "جيل المقاومة الفلسطينية والصمود أصلا ربي ثقافيا على أغاني مارسيل خليفة والشيخ إمام وتأثير مارسيل خليفة على المقاومة العربية والفلسطينية كان كبيرا جدا". وأضاف " ننظر الى مارسيل خليفة بشكل مختلف فهو إنسان متواضع ويستحق أن يكرم وهو حي". وسيكون الباب مفتوحا للموسيقيين والمغنيين الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وكذلك الفلسطينيين في إسرائيل وأهالي سكان الجولان. وسيختار المتسابقون مقاطع موسيقية وغنائية تم تحديدها مسبقا من قبل المعهد لأدائها أمام لجنة التحكيم. وقال خوري "المسابقة تقسم إلى ستة أقسام وهي أقسام الموسيقى الشرقية والبيانو والوتريات والنفخ الخشبي والنحاسي والجيتار وما يميز المسابقة هذا العام هو إدخال قسم الغناء العربي والذي نتوقع أن يشهد إقبالا مميزا". واختار معهد ادوارد سعيد مدينة القدسالمحتلة مركزا لإدارة المسابقة من خلال الربط بواسطة الفيديو مع المتسابقين الذين لن يتمكنوا من الوصول الى المدينة. وعن سبب اختيار مدينة القدس لهذه المسابقة قال خوري "كان مقررا في البداية في مدينة رام الله بالضفة الغربية وعدنا اليوم الى مدينة القدس ونحاول من هذه المسابقة إعادة مكانة القدس للحركة الثقافية الفلسطينية". وأضاف: "طوال فترة الستينات والسبعينات كانت القدس تمثل حياة الفلسطينيين الثقافية واليوم نحاول بعث الحياة فيها مجددا". وقال مارسيل خليفة في اتصال هاتفي أجراه معهد ادوارد سعيد في تعقيبه على هذه المسابقة التي تحمل اسمه "في ظل هذه الأجواء الصعبة التي نعيشها تبقى لنا هذه الشعلة أو هذه الشمعة الصغيرة المضاءة مع هؤلاء الطلاب الذين يسعون يوميا لتطوير الذائقة الموسيقية في فلسطين". وأضاف في الاتصال الذي استمعت وكالة فرانس برس اليه "هذا تحد بأن نمارس دورنا كموسيقيين في ظل وضع صعب وأن يكون لهؤلاء الطلاب نور ما في مكان ما في أفق بعيد يصبون أن يصلوا إليه وهذا يشكل لي فرحا غامرا". وتبلغ قيمة الجوائز التي ستمنح للفائزين في هذه المسابقة حوالي عشرة الآف دولار أميركي. وقال خليفة "للصدفة هذه المرة الثانية لهذه الجائزة تأتي ونحن نحتفل بستين عاما على اغتصاب أرض فلسطين وأنا بتقديري أنه رغم كل هذه السنوات من الاحتلال المدمر لكل شيء لزهورنا لأطفالنا لحياتنا لثقافتنا بقيت هذه الشعلة وبقي هذا النور وهذا يشكل حقيقة فرحا كبيرا". يذكر أن معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى الذي يحمل اسم الأديب الفلسطيني ادوارد سعيد تأسس كمؤسسة فلسطينية عام 1993 في مدينة رام الله تحت مظلة جامعة بيرزيت. وللمعهد فروع ثلاثة في كل من القدسورام الله وبيت لحم تضم حوالي 600 طالب وطالبة ممن يتعلمون الموسيقى الكلاسيكية العربية والغربية إضافة الى حوالي 160 طالبا وطالبة من برنامج التعليم الخارجي.