افتتح مساء الأربعاء معرض بعنوان (أنا من هناك ولي ذكريات) ، والذى يضم صورا لحياة الفلسطينيين قبل عام 1948 في حيفا والقدس ، ويعكس حضارة وحياة أناس تشتتوا في دول العالم ليستمر حلمهم بعد 60 عاما بالعودة الى بيوتهم التي رحلوا أو أجبروا على الرحيل عنها. ويضم المعرض الذي افتتح في كل من القدسورام الله ويستمر أسبوعين مجموعة من الصور لمدينة القدس ومدينة حيفا قبل عام 1948 إضافة الى مجموعة من الأدوات والأزياء التي كان الفلسطينيون يستخدمونها قبل عام 1948 إضافة الى مقاطع بالعربية والإنجليزية من قصيدة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش "انا من هناك ولي ذكريات (ولدت كما يولد الناس) لي والدة (وبيت كثير النوافذ)". وقبل افتتاح المعرض في رام الله بالضفة الغربية مساء الأربعاء ، قال فيلبو جراندي نائب المفوض العام لوكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) التي تنظم المعرض "هدفنا من المعرض إنساني إضافة الى أن قضية اللاجئين قضية سياسية..نحن نريد القاء الضوء على حياة اللاجئين قبل أن يصبحوا لاجئين." وأضاف "اردنا أن نشارك الفلسطينيين في إحيائهم الذكرى الستين للنكبة ونحن مع حق العودة للاجئين أو إيجاد حل عادل لقضيتهم." ويضم المعرض مجموعة من الصور لمدينة حيفا قبل عام 1948 منها صور لمنازل جميلة على شاطيء بحر حيفا وأخرى لرجال يجلسون في مقهى يدخنون النرجيلة ، وتظهر صورة أخرى لمعبر كتب عليه باللغات العربية والإنجليزية والعبرية "فلسطين" مع وجود مدخل ومخرج منفصلين في هذا المعبر لمرور السيارات. وتظهر الصور جانبا من الحياة الاجتماعية ومنها صورة لعروسين وهما يهمان بالدخول الى منزلهما وأخرى لأطفال يشاهدون أفلاما داخل "صندوق الدنيا" وطفل آخر يركب دراجة هوائية ونسوة في لباس البحر في بركة أمامها مدرج كبير إضافة الى صورة لمنظر عام لوسط حيفا تسير فيها سيارات وسط أبنية . وعلق على جدار المعرض مقطع من كلمة بالعربية والإنجليزية لكارين أبو زيد مفوضة الأنروا جاء فيها "دعونا نعترف الآن ان هناك روايتين تداخلتا جغرافيا وتباعدتا بارائهما طويلا... بالتأكيد قبول إنسانية الآخر لهي الخطوة الأولى... اتمنى أن يشكل هذا المعرض جزءا ولو بسيطا منها." كما جاء في الكلمة "وفيما أنتم تستعرضون كل صورة فإنني أحثكم على تخصيص وقت للتفكير في الحياة والإنسانية التي تكمن وراء كل صورة... إن هؤلاء هم أناس حقيقيون.. أناس لا يمكن أن يتم فصلهم عن تراثهم... إنهم أناس لهم ماض وتاريخ لن يتم إنكاره." ومن الشهادات المكتوبة الى جانب الصور في المعرض تلك التي كتبتها اللاجئة سهيلة زيدان "كنت أحب الحياة في حيفا. كانت عصرية جدا. لا أزال أشم عبق أشجار الزيتون واللوز والعنب والتين. كانت فلسطين جنة الله على الأرض." ويحتوي المعرض على مجموعة من الصور لمدينة القدس قبل عام 1948 تظهر فيها البلدة القديمة وجنود عرب بزيهم العسكري وأخرى لغرفة مستشفى فخم إضافة الى صور شخصية لنساء في غاية الأناقة. وجميع صور المعرض لم يكتب أي شرح أسفلها يبين لمن التقطت ولمن تعود واكتفى المنظمون بالإشارة الى أنها من حيفا والقدس قبل عام 1948 . (رويترز)