يشهد قطاع صناعة الدراجات فى أنحاء العالم -والبالغ حجمه 61 مليار دولار-ازدهارا غير مسبوق نظرا لارتفاع أسعار البنزين وزيادة الوعي بالقضايا البيئية وارتفاع شعبية ركوب الدراجات كرياضة ترفيهية. وستخرج قريبا صفوف الدراجات اللامعة المجمعة في ساحة مصنع "جاينت مانيفاكتشورينج" أكبر مصنع في العالم للدراجات إلى الشوارع من سياتل إلى سيدني وحتى أمستردام وبكين. ومن المتوقع أن يحقق مصنع "جاينت" ومقره تايبه -الذى أنتج 5.5 مليون دراجة في عام 2007 - مبيعات حجمها مليار دولار خلال عام 2008 بارتفاع بنسبة 10 %. وقال جاك اورتوين رئيس تحرير مجلة بايك يوروب إن هناك نهضة بشكل عام واهتمام بالدراجات، فموردو قطع الغيار يجاهدون لملاحقة الطلب. وتقود الصين العالم في عدد الدراجات الذي تنتجه سنويا والذى يقدر بحوالى 73 مليون وحدة من إجمالي 100 مليون وحدة تنتج في العالم سنويا -حسب بيانات معهد سياسات الأرض- وهو شبكة معلومات بيئية في الولاياتالمتحدة. ويأتي أغلب الإنتاج المتبقي من تايوان، وكندا، وروسيا، وأوكرانيا، والاتحاد الأوروبي. ويقول اتحاد مصنعين في تايوان إن البلاد تنتج نحو 6 ملايين دراجة سنويا، وتباع الواحدة في المتوسط بسعر 222 دولارا. وزادت مبيعات الدراجات على مدى السنوات الخمس الماضية بنسبة 14.6 % في دول الاتحاد الأوروبي التي تشتري 70 % من دراجات العالم -حسب مجلة بايك يوروب، كما ارتفعت المبيعات في الولاياتالمتحدة بنسبة نحو 9 % في الفترة نفسها. لكن الأنباء ليست كلها طيبة فارتفاع أسعار المعادن خاصة الصلب والألمنيوم والكروم وهي المعادن الأساسية المستخدمة في إنتاج الدراجات أدى إلى تآكل الأرباح ودفع الأسعار للارتفاع مع سعي المنتجين للحفاظ على هوامش أرباحهم. والسبيل لتحقيق هوامش ربح أعلى يكمن في انتاج الدراجات الغالية الثمن الخفيفة التي تستخدم الياف الكربون في صناعتها والتي تباع بأسعار أعلى لانها عادة ما تكون من ماركات مشهورة مما يعوض ارتفاع اسعار المواد الخام. وينتج مصنع "جاينت" الدراجات التي تعمل بالبطاريات والتي يشيع استخدامها في الصين، حيث تدير الشركة ثلاثة مصانع، والدراجات التي تعمل بالبطارية تحقق ازدهارا كبيرا مع نمو الاقتصاد الصيني الذي مكن حتى افقر عمال المصانع من تحديث دراجاتهم على الفور. واشترى مستهلكون صينيون أكثر من 20 مليون دراجة تعمل بالبطارية في عام 2006. والدراجات التي تعمل ببطاريات قوتها 36 أو 48 فولت يمكنها السير بسرعة 25 كيلومترا في الساعة وتباع بنحو 430 دولارا للوحدة. وفي "مصنع ميريدا ايندستري" المنافس لجاينت قال مسئول تنفيذي انه لا يتوقع أي نمو في ارباح الشركة خلال عام 2008 بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام. لكن شركة "ميريدا" توقعت ارتفاع ايراداتها بما بين 5 و10 % هذا العام بالمقارنة بعام 2007 وهو ما يتماشى مع توقعات المحللين بشأن نمو الطلب على الدراجات التي تعمل بالبطاريات في الصين ودراجات الجبال في الاسواق المعتادة للرياضة مثل الولاياتالمتحدة. وتنافس تايوان فرنسا والمانيا وايطاليا في ساحة انتاج الدراجات الفاخرة. وفي محاولة لزيادة الارباح وكسب حصة أكبر من السوق يتسابق "جاينت" مع منافسيه الرئيسيين وهما "سايكل يوروب" في فنلندا و"تريك اند سبشياليزد" في الولاياتالمتحدة على تطوير أخف دراجة في العالم. ويقول خبراء الدراجات ان "جاينت" ينتج اخف دراجة في الوقت الحالي وتزن ستة كيلوجرامات أي اخف بنسبة 20 % من الطرز السابقة عليها. ومع ارتفاع أسعار النفط الى 126 دولارا للبرميل وتوقع بعض المحللين أن تبلغ مستوى 200 دولار للبرميل ليس من المستغرب ان يزداد الاقبال على الدراجات للمواصلات خاصة بين المهووسين باللياقة البدنية. وقال فابيان كوستر المتحدث باسم رابطة راكبي الدراجات الاوروبية في بروكسل "قيادة السيارات اصبحة مكلفة هذه الايام، اسعار النفط ستظل عند مستويات مرتفعة." واضاف انه للتحرك في مسافات قصيرة فان الدراجة تعد أسرع في المدينة وتحتل مساحة أقل. وطرحت باريس، وبرشلونة، ومدن اوروبية اخرى برامج ائتمانية تمكن الناس من سحب دراجة من مواقف رسمية خارج محطات القطارات، كل المطلوب هو ادخال بطاقة الائتمان لضمان اعادة الدراجة. وعندما يعيد المستخدم الدراجة يعيد ادخال بطاقته الائتمانية فيتم ايداع المبلغ المسحوب مع خصم مبلغ زهيد نظير استئجاره الدراجة، وهناك نحو 20 الف دراجة تستخدم بهذا الشكل في نحو 1450 موقفا في باريس وحدها. ويقول لو رئيس "جاينت" البالغ من العمر 60 عاما ويقود دارجته 80 كيلومترا من والى عمله كل يوم "الدراجات لا تحتاج لوقود وهناك وعي جديد بقيادة الدراجات." ويتزايد اقبال الاوروبيين على ركوب الدراجات الى العمل في شوارع خاصة اعدتها حكومات المدن للتشجيع على ذلك في حين يستخدم الصينيون الدراجات التي تعمل بالبطاريات ويركب الامريكيون الدراجات للتريض وانقاص الوزن. ولكن راكبي الدراجات المحتملين في الدول المتقدمة حديثا مثل تايوان مازالوا يربطون ركوب الدراجات بالفقر في حين يشكو راكبو الدراجات على مستوى العالم من خطورة الشوارع والسرقات المتكررة رغم انتاج أجود انواع الاقفال للدراجات. (رويترز)