على الرغم من ان العالم يعانى ازمة غذاء طاحنة الا المناقشات فى الاتحاد الاوروبى تتمحور كلها حول الوقود الحيوى حيث لم يتوصل الاعضاء لقرارات ملزمة و صارمة لاستخدام الوقود الحيوى فهم منقسمين بين مؤيد و معارض. و يرجع ذلك الى اتجاه العديد من دول العالم إلى استخدام المحاصيل الزراعية كالقمح والذرة وقصب السكر لإنتاج الوقود الحيوي و سوف تنافس تلك السلع، البترول خلال السنوات القليلة المقبلة كمصدر أساسي للطاقة. وقد ساهم ارتفاع أسعار المواد البترولية خلال السنتين الماضيتين في التوسع بإنتاج الايثانول أو الوقود الحيوي حيث أن انتاجه يعد مكلفا مقارنة بإنتاج الوقود من النفط فعلى سبيل المثال فإن إنتاج لتر من البنزين من الايثانول يصل إلى أكثر من 60 سنتا بينما تصل تكلفة إنتاج لتر من البنزين من النفط أقل من 44 سنتا. وتهتم العديد من الدول حاليا بزراعة المحاصيل الزراعية لاستخراج هذه المادة الحيوية المنافسة للبترول وادى هذا الاهتمام الى زيادة اسعار هذه المحاصيل بصورة كبيرة مقارنة مع اسعارها السابقة.وقد يحتاج انتاج 13 لترا من الايثانول الى اكثر من 230 كيلوغرام من الذرة وقد تكون هذه الكمية كفيلة بتأمين الطعام لفرد واحد في دول التي تعاني نقصا في الغذاء لمدة عام كامل. و قد اقر الاتحاد الاوروبي قانونا جديدا يجبر الشركات النفطية استخدام مادة (الايثانول)في مشتقات البنزين بنسبة واحد في المئة. و قد اعطى الاتحاد الأوروبي حوافزا بتخفيض نسبة الضرائب للشركات النفطية التي تستخدم هذه المادة قبل حلول عام 2010 وذلك لحماية البيئة من مخاطر الانبعاث الحراري الذي يسببه البترول. الا انهم من جهة اخرى قد وضعوا محاذير لاستخدام الوقود الحيوى فى البلدان التى تعانى من عجز فى التنوع الزراعى او التى تعانى من ظاهرة التصحر ، بالاضافة الى بعض المعايير الاخرى التى تجبر المنتجين لهذا الوقود -و ليس الدول نفسها- على احترام القوانين الاجتماعية الخاصة بكل بلد و عدم التسبب بتلوث الماء او الهواء او الارض. يذكر أن ارتفاع أسعار النفط عالميا دفعت بعض الدول الى زيادة انتاج هذه المحاصيل الزراعية لتصديرها للخارج مع عدم المبالاة بالدول الفقيرة التي سيعيق ارتفاع اسعار المحاصيل من استيرادها للطعام الكافي لشعوبها.