بالرغم من النمو الكبير في قطاع الاتصالات الإفريقي الذي نجح في جذب اهتماما من مشترين في أوروبا والشرق الأوسط والهند والصين ، إلا أن تقريرا إقليميا أفاد بأن الصناعة مازالت تحتاج دفعة جديدة لمواصلة نموها الكبير. ويتجمع قادة صناعة الاتصالات الإفريقية في القاهرة خلال الأسبوع الثاني من مايو/ أيار 2008، في الوقت الذي تجتذب القارة اهتمام العالم نتيجة اندماج مُحتمل بين "إم.تي.إن" الجنوب إفريقية وشركة الهاتف المحمول الهندية "بهارتي إيرتل". ومن المتوقع أن يجتذب معرض ومؤتمر تليكوم إفريقيا الذي ينظمه الاتحاد الدولي للاتصالات في العاصمة المصرية في الفترة من 12 إلى 15 مايو/ آيار أكثر من 5 آلاف زائر من 75 دولة بينهم عشرات من كبار التنفيذيين والمنظمين والسياسيين. وحول مؤشر نمو القطاع في القارة السمراء، تزخر القارة بأكثر من 250 مليون مُستخدم للهاتف المحمول، ودعا تقريرا أُعد لمؤتمر 2008 صناع السياسة إلي إزالة العوائق أمام مزيد من النمو. وتتضح دلالة الرقم السابق إذا قورن بما جاء بتقرير الاتحاد الدولي للاتصالات في 2004، الذي أكدت أكثر سيناريوهاته تفاؤلا أن القارة تحتاج إلي سنوات تمتد حتى عام 2010 كي يتجاوز عدد مشتركي الهاتف المحمول بها 200 مليون شخص. وأضاف تقرير 2008، أن البيئة الراهنة للقطاع في إفريقيا تحول دون نمو وتعمق الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بسبب المنافسة المحدودة في أغلب الدول مما يحد و يقلل من انتشار الهاتف المحمول مقارنة بنصيب الفرد من الدخل. وفي إريتريا و إثيوبيا ، يوجد أقل عدد من مستخدمي الهاتف المحمول في القارة مقارنة بعدد سكان البلدين كما توجد في كل منهما شركة واحدة فقط للهاتف المحمول. وأما في ليبيريا، التي خرجت من حرب أهلية ونصيب الفرد من الدخل بها أقل ، فيوجد بها أربع شركات للهاتف المحمول كما أن معدل الانتشار أعلى ب6 أمثال. وحث تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات الحكومات أن تعزز الجهات التنظيمية وأن تخصخص الشركات الحكومية المسيطرة وأن تسمح بمزيد من المنافسة واستثمارات القطاع الخاص، وأضاف أن موجة ثانية من الإصلاح التنظيمي يمكن أن تطلق النمو والاستثمار في إفريقيا. وبداية من مجموعة فودافون البريطانية وفرانس تليكوم الفرنسية أقبلت شركات من الدول الصناعية على الشراء في الأسواق الإفريقية عالية النمو كما تشارك شركات من أسواق صاعدة أخرى في السوق الإفريقي ولكن بنسب أقل. واشترت الاتصالات المتنقلة الكويتية "زين" شركة "سيلتل" مقابل 3.4 مليار دولار في 2005 لتدخل أسواق جنوب الصحراء وهي تتوسع بقوة منذ ذلك الحين ، وتتوقع أن يأتي 70% من دخلها وأرباحها من إفريقيا بحلول عام 2011. وفي سياق متصل ، أعلنت بهارتي وإم.تي.إن مع مطلع مايو/ أيار أنهما تجريان محادثات قد تؤدي لاتفاق اندماج ، وقالت تشاينا موبايل الصينية إنها تنظر في دخول سوق جنوب إفريقيا لكنها لم تتقدم بعرض لشركة إم.تي.إن، وسيكون الدخول إلى الإنترنت مجالا آخر موضع اهتمام. ويعتقد كثيرون في الصناعة أن إفريقيا يجب أن تقبل علي استخدام الإنترنت السريع وأن توفر الدخول للإنترنت عبر شبكات الجيل الثالث للهاتف المحمول أو غيرها من التقنيات الجديدة مثل الشبكات اللاسلكية (واي ماكس) بدلا من الخطوط الثابتة. (رويترز)