أدان مجلسا الشعب والشورى تدهور الأوضاع في لبنان , ومحاولة فرض الأمر الواقع , وإيقاع لبنان في شرك فتنة مذهبية وطائفية ذات أبعاد داخلية وإقليمية لن تستفيد منها سوى تلك الإطراف التي يخدمها أن يظل لبنان ساحة للصراع , وليس دولة مؤسسات , الأمر الذي يفتح الباب واسعا أمام المزيد من التدخلات الدولية و الإقليمية , ويزيد من سياسات المحاور في المنطقة . فقد أدان مجلس الشعب الأحد الاضطرابات الدموية التي جرت على مدار الأيام الماضية وقتال الشوارع واحتلال الطرقات بين الفرقاء اللبنانيين . وذكر بيان للجنة الشئون العربية بمجلس الشعب أن اللجنة تابعت بمزيد من الاهتمام , وبكل مشاعر القلق والأسى الأحداث الدامية التي جرت مؤخرا على الساحة اللبنانية والتي أسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى , لتمثل منعطفا خطيرا في الأزمة اللبنانية المحتدمة منذ شهور عدة , والفراغ السياسي والدستوري الذي تعانى منه البلاد , نتيجة عدم انتخاب رئيس الجمهورية . وأوضحت اللجنة أن المخاطر الوطنية والإقليمية التي تحيط بلبنان تستوجب في هذه المرحلة الدقيقة أن يرتفع جميع الفرقاء إلى مستوى المسئولية , وأن يوحدوا صفوفهم في مواجهة تلك المخاطر, وأن يدركوا تمام الإدراك , أن تلك المغامرات السياسية الغير محسوبة ..قد تنزلق بلبنان إلى مخاطر الحرب الأهلية التي تلوح نذرها في الأفق ,والتي ذاق اللبنانيون جميعا مرارتها على مدى سنوات طويلة . وأشار البيان إلى أن المستفيد الوحيد من كل هذه الفوضى هم أعداء لبنان وأعداء الأمة العربية. وطالبت مجلس وزراء الخارجية العرب الذي يعقد اليوم تحت مظلة الجامعة العربية لحل الأزمة - بأن يتبنى مواقف وحلولا أكثر فاعلية وإيجابية لرmأب الصداع اللبناني , ولم الشمل وتأكيد التضامن الوطني , الذي لا يتجزأ أساسا عن التضامن العربي . من ناحيته جدد مجلس الشورى دعمه وتأييده للموقف المصري الداعي إلى ضرورة احتواء الأزمة , وعودة الاستقرار إلى لبنان, والتأكيد على ألا يستخدم السلاح اللبناني - أيا كان من يحمله - ضد صدور اللبنانيين مهما كانت توجهاتهم السياسية أو انتماءاتهم الطائفية والمذهبية . جاء ذلك في بيان للجنة الشئون العربية بالمجلس "الأحد" ألقاه السفير محمد بسيونى رئيس اللجنة أمام جلسة مجلس الشورى برئاسة صفوت الشريف . ودعا مجلس الشورى إلى حل الأزمة في لبنان بواسطة اللبنانيين أنفسهم , وبعيدا عن أي تدخلات خارجية دولية أو إقليمية ; لان من شأن هذه التدخلات أن تؤدى إلى استباحة الوطن اللبناني , وتحويله إلى ساحة للخلافات الطائفية والمذهبية .. فهناك أصابع إقليمية وراء ماجرى في لبنان . وأكد أن الحوار السلمي بين الفرقاء اللبنانيين هو الوسيلة الوحيدة لتسوية الخلافات الداخلية , استنادا إلى روح من المسئولية تجاه دولة عانت من قبل من تأثيرات حرب أهلية مدمرة استمرت من عام 1975 حتى عام 1990 قتل فيها ما يقرب من 150 ألف شخص وأصيب مئات الآلاف , بينما لايزال مصير الآلاف مجهول حتى الان , وانتهت الحرب الاهلية بموجب اتفاق الطائف . (أ.ش.أ)