يبدو ان الزيارة التى قام ولي العهد السعودي الأمير سلطان لمستشفى سويسري لإجراء فحوص طبية الأسبوع الماضي اثارت الكثير من القلق وجاءت تذكرة بفراغ محتمل في السلطة في أكبر مصدر للنفط في العالم، حسبما قال محللون ودبلوماسيون. من جهتها بثت وكالة الأنباء السعودية الجمعة صورا لولي العهد يبدو فيها بصحة جيدة، فيما بدا انه يبدد في الوقت الراهن المخاوف بشأن حالته الصحية. كان الأمير سلطان قد خضع لعملية لإزالة كيس دهني معوي في السعودية عام 2005 الا ان دبلوماسيون يقولن ان صحته أكثر وهنا من صحة العاهل السعودي الملك عبد الله الذي يعتقد انه في منتصف الثمانينات من العمر. وترى العديد من وسائل الاعلام السعودية ان زيارة عدد الكبير من أفراد الأسرة والأصدقاء الذين سافروا الى جنيف لزيارته اثار مخاوف كثيرة من ان الفحوص ربما تكون أكثر من مجرد فحوص روتينية. الا ان مسئولا حكوميا حاول تهدئة تلك المخاوف او تبريرها بقوله ان الزائرين انتهزوا ببساطة فرصة الوصول بشكل مباشر الى الأمير خارج السعودية حيث تحد اجراءات البروتوكول وشؤون الدولة من فرص الاستقبالات. ورغم تلك التصريحات فقد القت الزيارة القصيرة الى جنيف الضوء على اضطرابات محتملة في المملكة -التى تعد حليفا رئيسيا للولايات المتحدة - بشأن من بين أفراد الأسرة الحاكمة سيتولى السلطة بعد عهد الملك عبد الله وولي عهده الامير سلطان. العاهل السعودي فليس هناك وريث ثان محدد للعرش .لكن الملك عبد الله منذ صعوده الى العرش عام 2005 قد شكل مجلسا من أبناء وأحفاد مؤسس المملكة لتنظيم شؤون الخلافة. كما انه لا يوجد في السعودية أحزاب سياسية أو برلمان منتخب، فالحكم قاصر على أسرة آل سعود التي يمنحها الشرعية رجال الدين الذين يسيرون امور الشريعة. ورغم ترحيب السعوديين والمحللين والدبلوماسيين والدول الحليفة بتشكيل المجلس باعتباره مسعى لتفادي خلاف مثير للقلاقل بشأن من يتولى الحكم فهناك غموض أكبر من أي وقت مضى بشأن من قد يخلف الأمير سلطان والملك عبد الله. ويرى خالد الدخيل خبير العلوم السياسية السعودي ان المجلس يفتح الساحة أمام الجميع مضيفا ان المسألة تتم بالاقتراع السري ومشيرا الى ان كل شيئ يمكن ان يحدث بالطبع وفقا لهذا الأسلوب، مما يمهد الطريق أمام أبناء آخرين للملك عبد العزيز مثل الأمير مشعل رئيس المجلس والأمير مقرن رئيس المخابرات. وينظر الى الاثنين باعتبارهما مقربين من الملك عبد الله. وحتى الآن يبدو ان أبناء مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود الأفضل وضعا هم وزير الداخلية الأمير نايف وحاكم الرياض الأمير سلمان. والاثنان شقيقا ولي العهد الأمير سلطان والعاهل السعودي الراحل الملك فهد. لكن الحالة الصحية للأمير سلطان قد تغير بشكل جذري قواعد اللعبة.واذا تولى العرش سيعزز ذلك وضع أشقائه من والدته التي تنتسب الى أسرة السديري وهي قبيلة بارزة صاهرت آل سعود.ويدفع البعض بأنه اذا لم يصعد الى العرش فان أسرة السديري قد تعاني. وور فى تقرير الاسبوع الماضي لمعهد الخليج في واشنطن وهو جماعة للمعارضين السعوديين ان وفاة الأمير سلطان ستقلص سلطة ونفوذ أسرة السديري مما سيسمح للملك عبد الله وحلفائه بتوريث العرش لفرع آخر من الأسرة. والمخاطر كبيرة نظرا للجهود الاصلاحية التي بدأها العاهل السعودي الملك عبد الله. وعبر دبلوماسي غربي عن قلقه بشأن ما اذا كان من سيخلفه سيسير على نفس الدرب. ويقول دبلوماسيون ان المؤسسة الدينية القوية وبعض أشقاء السديري وقفوا في طريق الاصلاحيين حيث يعتبرونهم ليبراليين بدرجة زائدة عن الحد. وتركزت معظم جهود رجال الدين على إبقاء النساء محجبات معزولات يلزمن منازلهن. وساعدت جهود الملك عبد الله لتشجيع الاعتدال على رأب صدع العلاقات مع واشنطن والتي تضررت بعد اتضاح ان 15 سعوديا كانوا بين 19 عربيا نفذوا هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001.