يبدو أن 'أحلام النساء كأحلام العصافير' بلا حدود.. فبعد عشرات السنين من المطالبة بالمساواة وحقوق المرأة وبعد أن تقلدت النساء في أغلب دول العالم أرفع المناصب اكتشف قطاع من النساء أنهن كسبن الكثير وخسرن 'أنوثتهن' بعد أن شاع الاعتقاد بأن المرأة الناجحة في العمل العام هي المرأة غير الجميلة. لذلك قررت مجموعة من حسناوات روسيا مواجهة هذه الفكرة إعلان تأسيس حزب للجميلات فقط أطلقن عليه اسم حزب الشقراوات. ورغم طرافة الفكرة يري البعض أن المجتمع الروسي الذي يشهد تحولات دراماتيكية منذ سقوط الاتحاد السوفيتي في مطلع تسعينيات القرن العشرين يمكن أن يتقبلها لتتحول حسناوات روسيا إلي 'شوكة' في ظهر الرئيس الروسي المنتخب ديمتري ميدفيديف والذي يفتقد للكثير من سمات الشخصية الكاريزمية التي يتمتع بها الرئيس المنتهية ولا يته فلاديمير بوتين. وقد ألقت شقراوات الحزب الجديد بقفاز التحدي مبكرا في وجه 'رجال الكرملين' عندما أعلن اعتزامهن خوض الانتخابات النيابية عام .2010 ولا تحتاج عضوية الحزب الجديد أن يكون العضو أشقر الشعر او ان يكون سيدة من الأساس ولكن أن يتمتع المتقدم للالتحاق بالحزب 'بروح شقراء'.. ولكن الأمين العام لحزب الشقراوات، مارينا فولوشينوفا وهي غير شقراء، لم تحدد معني واضحا لان يكون المتقدم اشقر الروح ولكنها قالت 'أن تكوني شقراء فهذه حالة ذهنية. فقد تكونين شقراء من الخارج أو الداخل. الأمر يتعلق بأن تكوني متفائلة، ولا تأخذي الحياة بكثير من الجدية'. وقد تحول الآن ما كان في الأصل عبارة عن ناد صغير لمحبي الشقراوات علي الانترنت إلي تشكيل سياسي يسعي لتقديم مرشحين في الانتخابات البرلمانية المزمعة عام .2010 وتشير فولوشينوفا إلي أن الحزب يضم خمسة آلاف عضو، ثلثهم من الرجال، وأن قائمة الانتظار لا تزال 'طويلة'. ورغم أن الاتحاد السوفيتي السابق كان واحدا من الدول الرائدة في إشراك المرأة في سوق العمل في النصف الأول من القرن الماضي. إلا أن الحركة النسائية في روسيا مازالت في بدايتها. ويوجد في روسيا عدد كبير من الاحزاب الليبرالية المعارضة مثل اتحاد القوي اليمينية أكثر أحزاب اليمين الليبرالي تنظيما، ولا يخفي ولاءه الكامل للغرب. والحزب الديمقراطي الروسي: من التشكيلات التي خرجت عن اتحا القوي اليمينية. والقوي المدنية: خرج كذلك من اتحاد القوي اليمينية. وحزب العدالة الاجتماعية يقدمه قادته علي أنه حزب يسار الوسط في روسيا، لكنه لا يحظي بشعبية، ويضم شخصيات بارزة خرجت عن الحزب الشيوعي الروسي وحزب 'الوطنيون الروس' الذي انشق كذلك عن الحزب الشيوعي، ويضم سياسيين ورجال أعمال والحزب الزراعي الروسي: أحد أعرق الأحزاب في روسيا واعضاؤه معروفون بتوجهاتهم اليسارية ، ويقف تقليديا إلي جانب الشيوعيين، وانضم مرات إلي لوائحهم الانتخابية. ولكن لا احد يعرف هل سيسمح ميدفيديف بتكوين احزاب جديدة دون وضع شروط وقواعد لهذه الاحزاب ام انه لن يلتفت اليها من الاساس.