أعرب وزير الخارجية أحمد أبو الغيط عن اعتقاده بأن أزمة لبنان لن تحل خلال العام الحالي. وأكد أن المحكمة الدولية في قضية المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ستجرى حتما . جاء ذلك فى مقابلة صحفية بالشرق الاوسط نشرت الخميس ، حيث بدا أبو الغيط متشائما اثناء اللقاء من إمكانية التوصل لحل سريع لازمة الرئاسة في لبنان إذ قال إنه يستبعد أن يتم الخروج من المأزق اللبناني في العام الجاري بسبب تعقيداته الداخلية والإقليمية وحسابات بعض الأطراف. ولذلك دعا وزير الخارجية الأطراف اللبنانية الى قبول الحوار ، ولكن مع اشتراط توافر ضمانات حتى لا يكون الحوار مضيعة للوقت . وحول الخلاف السوري السعودي بخصوص الازمة اللبنانية ، قال أبو الغيط ان السوريين يطالبون بأن تبذل السعودية جهدا موازيا مع أصدقائها في لبنان، اما بالنسبة للسعودية فتقول ان على سوريا ان تتحمل مسؤولياتها في لبنان وليترك اللبنانيون يناقشون قضاياهم بأنفسهم حيث ان الحل في أيدي القيادات اللبنانية. وبالنسبه للوضع الفلسطيني شدد أبو الغيط على الحاجة إلى الوصول الى تهدئة بين إسرائيل وحماس. وألقى الوزير اللوم على إسرائيل ، مؤكدا أن الرصد العسكري المصري يؤكد أن إسرائيل تحضر لعمليات عسكرية واسعة ضد غزة ، وهو ما تسعى القاهرة لتفاديه من خلال العمل على هدنة بين حماس وإسرائيل. وفى السياق ذاته صرح أبو الغيط إن "الجانب الفرنسي استمع للشرح المصري ولمنطلقاتنا في التعامل مع الملف الفلسطيني والوضع الحالي الضاغط على القضية الفلسطينية. وواوضح ابو الغيط أن هناك حاجة ملحة للتوصل الى تهدئة ووقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس ، و يجب أن يشمل وقف اطلاق النار مجموعة عناصر إضافية تحقق لكل طرف ما يريده من أهداف.فهناك ثلاثة عناصر أساسية: وقف إطلاق النار من الجانبين بشكل صارم بحيث لا تحصل عمليات عسكرية إسرائيلية لتصفية الناشطين الفلسطينيين في غزة في مقابل وقف إطلاق الصواريخ وتوقف العمليات من جانب حماس ، والعنصر الثاني يقوم على تبادل الأسرى ، أي الإفراج عن الجندي الإسرائيلي شليط مقابل الإفراج عن عدة مئات من الأسرى الفلسطينيين. وحول رؤية مصر للوضع الفلسطيني قال أبو الغيط "إذا أراد الفلسطينيون إعادة توحيد صفوفهم فهذا شأنهم . لكن المؤشرات المتوافرة تفيد أن الرئيس محمود عباس يشترط عودة حماس عما يعتبره انقلابا قامت به في غزة ، وتقديم الاعتذار عنه وبعدها يفتح باب التفاوض مجددا بين الجانبين. وفي تحليلنا أنه إذا عاد الفلسطينيون الى حكومة الوحدة الوطنية ، فإن ذلك سيدفع إسرائيل الى وقف التفاوض لأنها ترفض التعامل مع حماس وترفض مواقفها تجاهها". ومن ناحية اخرى أشار أبو الغيط إلى القمة الخماسية التي تردد أنها ستعقد في شرم الشيخ بمشاركة مصر والاردن والولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين . واختتم أبو الغيط حديثه بالتطرق إلى الاقتراح الفرنسي بإنشاء اتحاد من أجل دول البحر المتوسط وقال إن الخوض في موضوع رئاسة الاتحاد واحتمال أن تعود إلى مصر في شقها المتوسطي غير الأوروبي ، أمر سابق لأوانه. (د.ب.أ)