ابدت واشنطن "قلقها" حيال احتمال التوصل الى اتفاق بين الحكومة الباكستانية و عناصر حركة طالبان وحضت اسلام اباد على "مواصلة مقاتلة الارهابيين"، وكررت واشنطن, والاتحاد الاوروبي, في الايام الاخيرة انهما لن يقبلا مفاوضات مع اعضاء في القاعدة ولا مع عناصر من طالبان يعبرون الحدود لمقاتلة قواتهما في افغانستان. وردت واشنطن الاربعاء بشدة على احتمال التوصل الى اتفاق مع مقاتلي طالبان ،وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو "نحن قلقون بشأن (الاتفاق) وما نشجعهم (الباكستانيين) على فعله هو مواصلة القتال ضد الارهابيين". و كانت مصادر رسمية قد افادت الاربعاء ان الحكومة الباكستانيةالجديدة تعد مشروع اتفاق سلام مع عناصر طالبان, بينهم قريبون من تنظيم القاعدة ينشطون في مناطق القبائل (شمال غرب) ومسؤولون عن سلسلة هجمات. وفازت المعارضة السابقة للرئيس برويز مشرف في الانتخابات التشريعية في 18 شباط/فبراير الفائت. ومنذ تشكيل حكومة ائتلافية في بداية نيسان/ابريل, اطلقت مفاوضات مع بعض المقاتلين الاسلاميين في المناطق المحاذية لافغانستان، وبذلك, تأمل الحكومة الجديدة في تمديد التهدئة النسبية التي تشهدها البلاد منذ الانتخابات التشريعية في الهجمات التي اودت بحياة 1070 شخصا خلال 15 شهرا. وقال مسؤول كبير في الاجهزة الامنية "نتقدم سريعا نحو اتفاق سلام مع حركة طالبان في باكستان", لافتا الى "مفاوضات غير مباشرة". واكد المتحدث الرئيسي لحركة طالبان في باكستان الملا عمر ان "ثمة مفاوضات مع الحكومة"، واضاف"بموجب مشروع الاتفاق, يتخلى الجانبان عن التقاتل وينسحب العسكريون من بعض المناطق فيما يحجم المقاتلون الاسلاميون عن مهاجمة الجيش"، وعلق الملا عمر "تم تجاوز مراحل مهمة, لقد قبل كل من الطرفين غالبية طلبات الطرف الاخر, نأمل القيام باعلان ايجابي خلال ايام". و قد ذكر الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الثلاثاء بان الاتحاد لن يقبل ان تشمل مفاوضات السلام مجموعات مرتبطة بالقاعدة. خافيير سولانا و قال ان باكستان يجب ان ترفض اجراء محادثات مع تنظيم القاعدة في اطار جهودها لقمع التشدد في المناطق القبلية التي تقع على الحدود مع افغانستان. وقال خافيير سولانا في مؤتمر صحفي في اسلام اباد ان زعماء القاعدة يعملون خارج قانون ودستور باكستان ، وعندما سئل سولانا ان كان يؤيد فكرة تفاوض باكستان معهم أعطى ردا حاسما بقوله "الاجابة هي لا." ويشعر الحلفاء الغربيون بالقلق من ان أي تراجع في الضغط العسكري في مناطق البشتون التي تتمتع بحكم شبه ذاتي سيعطي للقاعدة فرصة لالتقاط الانفاس لتنظيم هجمات جديدة في الغرب. ويقود حركة طالبان في باكستان الزعيم القبلي بيعة الله محسود الذي انضم الى القاعدة وتطارده السلطات منذ اتهم رسميا بتنفيذ موجة اعتداءات اخيرا, ابرزها عملية اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو في 27 كانون الاول/ديسمبر. (ا ف ب)