“غزة قبل الانفجار” الشعار الذي لوحت به حركة حماس كرسالة عاجلة للأمتين العربية والإسلامية والذي يدق ناقوس الخطر على أرض فلسطين وبالتحديد في قطاع غزة المحاصر منذ عدة أشهر. هذه الرسالة يبدو أنها لم توقظ ضمير أمة المليار حتى اللحظة، على الرغم من المناشدات العاجلة وطلبات الإغاثة المتكررة والتي تخرج من قلب المعاناة والألم في قطاعنا الحبيب. لذلك يجب أن ندق ناقوس الخطر من جديد في هذه المرة، لعلنا نجد آذاناً صاغية وقلوباً رحيمة ونفوساً خيّرة وضمائر حية تساعد على انبعاث روح الكرامة والعزة من جديد في أبناء هذه الأمة العريقة. فإلى متى هذا الصمت يا إخوة العروبة والإسلام؟ فغزة تئن..ألم تسمعوا أنينها!؟ ألم تسمعوا صرخات الأطفال البريئة التي فقدت كل معاني الحب والحنان، وانتزعت منها حقوق الطفولة والبراءة! ألم تسمعوا بكاء وعويل الثكالى من أخواتكم المؤمنات الصابرات الطاهرات في أرض فلسطين اللواتي فقدن أزواجهن في سبيل الله، وودعن أبناءهن شهداء مدافعين عن شرف وكرامة هذه الأمة. ألم تشاهدوا جرافات الاحتلال الصهيوني وهي تدمر بيوت إخوانكم فوق رؤوسهم ليجدوا أنفسهم بلا مأوى يفترشون الأرض ويلتحفون السماء؟ هل تقبلون يا أحبابنا وإخواننا أن تناموا في بيوتكم آمنين مطمئنين وإخوة لكم في أرض مسرى حبيبكم المصطفى صلى الله عليه وسلم من دون مأوى؟ هل يرضيكم حصار غزة وقطع إمدادات المعيشة عنها من دون أن تتحركوا لفك هذا الحصار وإنقاذ إخوانكم في الدين والعقيدة والوطن؟. فمتى تستيقظون من غفلتكم وتتحركون لنصرة إخوانكم المكلومين في فلسطين الحبيبة، فوالله إننا نموت قهراً في اليوم ألف مرة لأننا نرى إخواننا في الدين والعروبة يمدون أعداءنا بأسباب القوة، ونحن نستجدي أعداءنا. وعندما نجد البترول العربي يصدّر إلى الكيان الصهيوني عبر الأراضي العربية ومن دون أي عوائق تذكر ونحن في قطاع غزة نسعى هنا وهناك من أجل توفير بضعة جالونات من البنزين أو السولار لسيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة للمساعدة في نقل الجرحى والمرضى إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وعندما نجد بعض العواصم العربية فتحت حدودها ومطاراتها على مصراعيها لاستقبال اليهود والصهاينة، بينما يُحرم المريض أو الجريح الفلسطيني من السفر إلى الدول العربية للعلاج وإن سُمح له فيتم الأمر بصعوبة بالغة للأسف. لذلك يا إخوتنا في الإسلام والعروبة يجب أن يُكسر هذا الصمت العجيب، ونصدح بكلمة الحق في كل الميادين فلقد طال انتظارها منذ أمد بعيد. فالأوضاع الصعبة في غزة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، لذلك يجب على الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم وبكل شجاعة. وعلماء هذه الأمة لهم الدور الأكبر في هذا التحرك، من خلال الموجات المفتوحة على الفضائيات وبشكل موحد، والمسيرات التي تجوب الشوارع والميادين، والمؤتمرات الصحافية المباشرة، وأخيراً أن يكون لدى علمائنا الجرأة ليقولوا كلمة الحق ولو كانت مكلفة، فمن ادّعى محبة رسول الله وجب عليه التضحية من أجل إثبات صدق هذه المحبة، وكذلك من أعلن حبه لفلسطين وجب عليه الآن أن يثبت صحة ذلك على أرض الواقع. يا أيتها الشعوب العربية والإسلامية وبكافة فئاتها من العلماء والفقهاء إلى طلبة الجامعات إلى العمال والفلاحين، إن كنتم تحبون الله فعليكم التحرك من أجل الله، وإن كنتم تحبوننا في الله فعليكم حق الأخوة بالنصرة بالنفس والمال، فنحن نحاصر لأننا على الحق، ولأننا ندافع عن ثوابتنا وحقوقنا، لأننا ندافع عن شرف وكرامة هذه الأمة. ولتعلموا جيداً أن سقوط غزة إن حدث لا سمح الله يعني ومن دون مبالغة أنّ الكيان الصهيوني سيعلن دولته المنتظرة رسمياً ومن النيل إلى الفرات.