وصف وزير الاعلام المغربي خالد ناصري التهديدات التي صدرت عن جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) باستئناف الحرب على الرباط في حال فشل جولة المفاوضات المقرر عقدها في يناير/ كانون الثاني 2008 بأنه "موقف غير مسئول". وكانت الجبهة هددت يوم الجمعة باستئناف الحرب على المملكة المغربية بسبب النزاع على الصحراء الغربية المستمر منذ عام 1975 اذا فشلت المفاوضات لتسوية هذه القضية. وقالت الجبهة في بيان في ختام مؤتمرها الثاني عشر في تيفاريتي التي تسميها البوليساريو "ارضا محررة" وتعتبرها الرباط "منطقة عازلة" منذ وقف اطلاق النار في 1991 ان "الحكومة المغربية تتحمل بالكامل عواقب فشل عملية التفاوض وخصوصا استئناف الاعمال العسكرية". واعلن زعيم جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز ان حركته المدعومة من الجزائر "مستعدة لشن حرب طويلة الامد غير محددة زمنيا او لجهة عدد المعارك" في حال فشل المفاوضات مع المغرب. وتابع "سنستأنف الكفاح المسلح عندما نكون على قناعة بان الامور وصلت الى طريق مسدود وان المغرب يرفض الحل السلمي وان الاممالمتحدة فشلت في عملية ازالة استعمار الصحراء الغربية". ومن جهته, قال وزير الاعلام خالد ناصري ان "هذا التهديد غير المسؤول لن يغير شيئا لان الاسرة الدولية اعربت عن تأييدها للمشروع المغربي القاضي بمنح المناطق في جنوب المملكة (الصحراء الغربية) حكما ذاتيا اوسع". وقال ناصري ان "مشروع المغرب منح الحكم الذاتي حل جدي يتمتع بمصداقية". واضاف "اننا نستغرب صدور مثل هذه التصريحات عشية الجولة الثالثة من المفاوضات" المقررة من السابع الى التاسع من كانون الثاني/يناير في منهاسات قرب نيويورك. ومن المقرر ان تستأنف المفاوضات المباشرة باشراف الاممالمتحدة من السابع الى التاسع من كانون الثاني/يناير في مانهاست قرب نيويورك بعد جولتين جرتا في حزيران/يونيو واب/اغسطس. ولم يفض اللقاءان الى اي نتيجة بسبب تمسك الطرفين بمواقفهما. فبينما تدعو الرباط الى حكم ذاتي واسع لهذه الاراضي الخاضعة للسيادة المغربية تطالب البوليساريو مدعومة من الجزائر باجراء استفتاء حول تقرير المصير يترك للصحراويين الخيار بين الاستقلال والحكم الذاتي او الانضمام الى المغرب. وتحاول الاممالمتحدة منذ 1992 تنظيم استفتاء حول تقرير المصير في المستعمرة الاسبانية السابقة المتنازع عليها منذ 1975 بين المغرب والبوليساريو. وانتقد المؤتمر البوليساريو "موقف الاممالمتحدة التي بالرغم من وجودها على الارض منذ 16 عاما لم تنجح في ان تفي بالتزاماتها". والصحراء الغربية مستعمرة اسبانية سابقة تشكل الصحراء معظم اراضيها. وقد ضمها المغرب في 1975 وهو يعرض على سكانها حكما ذاتيا واسعا في ظل سيادته. وترفض البوليساريو مدعومة من الجزائر المبادرة المغربية وتؤكد على "حق شعب الصحراء في تقرير المصير".