فيما يشبه نداء الاستغاثة ناشد روبرت زوليك رئيس البنك الدولي المجتمع الدولي العمل بصورة عاجلة لمواجهة أزمة الغذاء والارتفاع المستمر في أسعار الطعام داعيا العالم الي ضرورة وضع' الأموال حيث توجد الأفواه' . وفي انتقاد مبطن للدول المتقدمة لعدم اهتمامها الكافي بالأزمة الحالية أشار زوليك إلي أن الولاياتالمتحدة وأوروبا ركزتا طوال العام الماضي علي أسعار البنزين وبينما كان البعض يشعر بالقلق حول ملء مستودعاته بالوقود كان هناك كثيرون حول العالم يشعرون بالقلق حول ملء بطونهم. وفي تصريحاته عقب انتهاء اجتماعات الربيع المشتركة بين صندوق النقد والبنك الدوليين التي عقدت جلساتها لمدة يومين في واشنطن وانتهت أمس ذكر زوليك أن الفقراء في العديد من الدول النامية ينفقون أكثر من75% من دخولهم علي الطعام وانه عندما ترتفع أسعار المواد الأساسية فان الأزمة تضربهم بشدة. وقال إن تقديرات البنك الدولي تشير إلي أن مضاعفة أسعار الغذاء خلال السنوات الثلاث الماضية يمكن أن يدفع بشعوب الدول منخفضة الدخل إلي مزيد من الفقر. وناشد رئيس البنك الدولي الحكومات حول العالم بالوفاء سريعا بتعهداتها بتقديم500 مليون دولار إلي برنامج الغذاء العالمي لتمويل مساعدات طارئة بحلول أول مايو المقبل مشيرا الي ان البنك سيقدم عشرة ملايين دولار لمواجهة الأزمة التي تعصف بهاييتي كما سيقدم الدعم إلي العديد من الدول الأخري. من جانبه حذر دومينيك شتراوس مدير صندوق النقد من عواقب فظيعة للشعوب في العديد من الدول النامية خاصة في أفريقيا إذا استمر ارتفاع أسعار الطعام. اما هنري بولسون وزير الخزانة الأمريكي فقد كان له اتجاه مغاير تماما خلال الاجتماعات حيث أكد أن الدول النامية ربحت كثيرا من ارتفاع أسعار المواد الخام العام الماضي وهو ما مكنها من تحقيق معدلات نمو قياسية ناهزت6%. وقال انه علي الرغم من مخاطر تباطؤ الاقتصاد الأمريكي فان الدول النامية في طريقها لتسجيل رقم قياسي بدخول العام السادس علي التوالي من معدلات التنمية بهذه النسبة وهو ما لم يحدث في التاريخ الحديث علي حد قوله. وقال بولسون إن هناك دولا أخري تعاني من ارتفاع أسعار السلع مثل البترول وان عليها تطبيق سياسات استخدام أفضل للطاقة. وأضاف انه يجب علي هذه الدول أيضا مقاومة إغراء التحكم في الأسعار وتخصيص دعم للاستهلاك وهي وسائل اعتبرها غير فاعلة أو كافية لحماية المجموعات المعرضة للضرر.