تم اختيار الفريق المصرى الفائز فى التصفيات المحلية لمسابقة "كأس التخيل" لهذا العام من خلال مشروعه "مطارد الألغام"، وهو الفريق الذى سيمثل مصر فى نهائيات المسابقة التى تستضيفها فرنسا فى يوليو القادم. ومسابقة التخيل مسابقة عالمية مخصصة لطلبة الجامعات وتدور المنافسات فسها حول استخدام التكنولوجيا فى حل بعض المشاكل الكبرى التى تواجه دول العالم، وتقام كل عام انطلاقا من فكرة أساسية، ودارت مسابقة عام 2008 تحت شعار "تخيل عالما تساعد فيه التكنولوجيا فى مواجهة مشاكل البيئة". جاء اختيار الفريق المصري خلال مؤتمر صحفى بالقرية الذكية بحضور عدد كبير من الشخصيات العامة وأساتذة الجامعات و200 طالب من جامعات مصر المختلفة، وذلك بعد منافسة قوية واستعراض للعديد من المشروعات المبتكرة التى أنتجتها العقول المصرية الشابة. وتطرق المشروع الفائز بالجائزة الأولى فى المسابقة لمشكلة هامة تخص العديد من مناطق العالم، خاصة مصر وهى مشكلة الألغام التى تحرم المجتمع المصرى والبيئة المصرية من استغلال 22 فى المائة من مساحة مصر فى منطقة الساحل الشمالى. من جانبه.. قال احمد جلال احد إفراد فريق "مطارد الألغام" الفائز بالجائزة الأولى إن مشروع الفريق اعتمد على تطوير مجموعة برمجيات من شأنها أن تساهم فى حل هذه المشكلة أو إلقاء المزيد من الضوء عليها بتطبيقات أولية، مشيرا إلى أن مصر يوجد بها 23 مليون لغم على مدى أكثر من نصف قرن لم تتم إزالة سوى 5ر1 مليون لغم منها فقط. كانت وزارة الدولة لشئون البيئة قد وقعت اتفاقية رعاية لمسابقة "كأس التخيل" محليا لهذا العام بالتعاون مع شركة مايكروسوفت، حيث تدور الفكرة الأساسية للمسابقة هذا العام حول مواجهة مشاكل البيئة، ومن خلال هذه الاتفاقية تم تنفيذ مجموعة من الأنشطة المشتركة لتوعية الشباب بقضايا البيئة وتشجيعهم على المشاركة الفعالة والتفكير فى حلول لمشاكل البيئة وتحويلها إلى مشروعات إبداعية والمشاركة فى المسابقة الدولية. ودارت المسابقة هذا العام من خلال 9 فروع مختلفة مقسمة ضمن 3 أقسام رئيسية وهى "الحلول التقنية" التى يندرج تحتها فروع "تصميم البرمجيات" و "تطوير التكنولوجيا المدمجة" و"تطوير الألعاب"، ثم "تحدى المهارات" الذى يندرج تحته فروع " مشروع هوشيمى" و "تحدى تكنولوجيا المعلومات" و"الخوارزميات"، وأخيرا فهناك قسم "الفنون الرقمية" الذى يضم "التصوير الفوتوغرافى" و"الأفلام القصيرة" و"تصميم واجهات الاستخدام". وتحقق المسابقة نجاحا متزايدا كل عام حيث شارك بها العام الماضى أكثر من 130 ألف طالب من أكثر من 90 دولة، وتتم المسابقة على مرحلتين الأولى محلية على مستوى الدولة حتى يتم اختيار فريق واحد يمثل هذه الدولة، ثم بعد ذلك مرحلة النهائيات التى تستضيفها دولة واحدة لمدة أسبوع فى شهر يوليو من كل عام، وخلال السنوات الخمس الماضية استضافت نهائيات المسابقة كل من إسبانيا واليابان والبرازيل والهند وكوريا الجنوبية وتستضيف فرنسا نهائيات هذا العام. كان فريق مصرى قد وصل إلى نهائيات المسابقة العام الماضى فى كوريا الجنوبية، وتقدم الفريق بمشروع يختص بتسهيل تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة باستخدام الكمبيوتر، وقد حصل الفريق على فرصة السفر إلى مقر شركة مايكروسوفت بالولايات المتحدة ولقاء "بيل جيتس" رئيس الشركة والاسم الأشهر فى مجال تكنولوجيا المعلومات. من جانبه.. قال كريم رمضان مدير عام شركة مايكروسوفت إن هذه المسابقة هى أول مسابقة تقنية على مستوى العالم موجهة للطلبة، وتأتى ضمن أهداف الشركة الدائمة لدعم المواهب والعقول الشابة، خاصة وأنها تسمح لأصحاب الأفكار المتميزة بفرصة تحويل هذه الأفكار إلى حقيقة واقعة، وفى النهاية الفوز بالتقدير المادى والمعنوى الضخم. وأضاف إن هذه المسابقة كشفت فى أعوامها الأخيرة عن مدى التطور الذى يحققه قطاع تكنولوجيا المعلومات، وعن امتلاك مصر مجموعة من العقول القادرة على المنافسة فى كل المجالات، وهو ما بدا واضحا من المشاركة المصرية فى نهائيات الأعوام الماضية. (أ ش أ)