يصل السبت عشرات الآلاف من المتظاهرين من كافة انحاء اوروبا الى سلوفينيا عاصمة البلد الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي للمطالبة بزيادة في الرواتب مع الارتفاع الكبير في نسب التضخم، ودعوة الحكومات إلي التقشف. واكدت الكونفدرالية الاوروبية للنقابات التي تنظم التجمع تعبئة أعضاء أكثر من 54 نقابة في 29 دولة أوروبية، ويتزامن التجمع مع انتهاء اجتماع وزراء المالية الاوروبيون في العاصمة السلوفانية الذي استغرق يومين. من جانبه، اعلن الامين العام للكونفدرالية جون مونكس انه يريد توجيه رسالة قوية الى وزراء المال وحكام البنوك المركزية في الاتحاد الاوروبي تشدد على ضرورة اعادة النظر بشكل ملح في الرواتب وأهمية تحديد حد ادنى للرواتب فضلا عن خفض الضرائب المفروضة على العمل. واشار الى ان القدرة الشرائية في العديد من الدول الاوروبية تراجعت كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية في حين ارتفعت فوائد الشركات. ويزيد من القلق الاوروبي، ارتفاع التضخم في دول الاتحاد ليسجل مستوى قياسيا في مارس /اذار 2008، نحو مستوي 5.3 % والارتفاع الكبير في اسعار مواد الطاقة والاغذية. وتمكن التظاهرة، وفقا للكونفدرالية الفرنسية العامة للعمال "سي جي تي"، العمال من التضامن فيما يخص المطالبة بالزيادة في الرواتب. علي صعيد آخر، تلقي التظاهرة رفضا من قبل الحكومات وحكام البنوك المركزية في اوروبا، داعين الاطراف الاجتماعية الى الاعتدال في المطالبة بزيادة في الاجور تفاديا "لدوامة التضخم" التي تنعكس سلبا بالخصوص على اصحاب الرواتب الدنيا والفقراء. واعرب المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية الاسباني خواكين ألمونيا، عن تفهمه لمطالب النقابات، واستطرد لكن الزيارة في الاجور يجب ان تواكب زيادة الانتاج والا تتجاوزها. وقال زعيم وزراء المالية الاوروبيين جان كلود يونكر من لوكسمبورغ، ان وزراء الاتحاد ناضلوا مع البنك المركزي الاوروبي من اجل استقرار الاسعار واصفا ذلك بأنه صراع اجتماعي يضاهي نضال النقابات. وشدد رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه علي ان استقرار الاسعار امر اساسي بالنسبة للاكثر فقرا بين مواطنينا. ودعا وزراء المالية الاوروبيون جميعا الى عدم مواكبة نقابات قطاع الخدمات الالماني الذي حصل مؤخرا على موافقة لزيادة رواتب الوظائف العامة بنحو 8 % علي مدي سنتين. واعرب رئيس البنك المركزي الالماني اكسيل فيبر، وهو عضو في هيئة القرار في المركزي الاوروبي، عن قلقه لزيادة نسب الفائدة التي صعدت بأكبر من المتوقع. (أ ف ب)