يمثل الفيلم الفرنسي "الاندلس" ايقاعات اغتراب الجيل الثاني للمهاجرين العرب في فرنسا. يصور فيلم "الاندلس" لالان غوميس- الذي يشترك في المسابقة الرسمية للافلام الروائية الطويلة في مهرجان تطوان لسينما البحر الابيض المتوسط- ايقاعات اغتراب الجيل الثاني للمهاجرين العرب في فرنسا. ويشارك 11 فيلما من عشر دول في المسابقة الرسمية للافلام الروائية الطويلة للمهرجان التي تعلن لجنة التحكيم الدولية نتائجها مساء الجمعة. واختار المخرج عنوان "الاندلس" التي كانت رمزا لاندماج الحضارات. يبدأ الفيلم الفرنسي بمشاهد فيها تقطيع سريع بين الرقص الصوفي المولوي، وايقاعات موسيقية من تراث شعوب مختلفة تتداخل مع مشاهد من مباريات كرة قدم؛ ليقدم المخرج منذ اللحظات الاولى فكرة التعددية والالتقاء بين الحضارات على ارضية مرتبطة بفكرة التصوف. يصور الفيلم شاب جزائري تجاوز الثلاثين من العمر يعيش في عربة مقصورة (كرفان) بعد ان ترك عائلته، ويظهر الفيلم انتقاله للعمل في عدة مهن؛ باحثا عن شيء يجهله. يدفعه هذا التنقل لاسترجاع ذكريات لا يستطيع نسيانها من قمع تعرض له، الى جانب اقصائه عن المجتمع بسبب خلفيته العربية والاسلامية؛ ومن اجل ان يحقق توافقا في حياته المقبلة، عليه العمل على اقصاء هذه الذكريات. ويرى الناقد المصري اشرف بيومي ان "اللقطات الصوفية في بدايات الفيلم اعطته طابعا خاصا محملا باسئلة روحية يحاول هذا المهاجر ابن الحضارة المغايرة ان يجد اجاباته عليها؛ ليستطيع التعايش مع مجتمع ولد فيه، ولكنه مختلف عنه في الوقت نفسه". وتابع "وكأن المخرج يحاول ان يقول- على مدار فيلمه- انه يجب على بطل الفيلم الذي يقوم بدوره سمير غسامي ان يتحرر من عقده ليندمج في المجتمع طالبا من المجتمع الفرنسي ايضا ان يخرج من عقده ليستطيع افراد الاقليات الذين يعيشون فيه ان يندمجوا معه". واضاف "لهذا تحديدا اختار المخرج عنوان الاندلس التي كانت رمزا لهذا النوع من الاندماج بين الحضارات". واعتبر الناقد اللبناني نديم جرجورة ان "اهم ما يلفت الانتباه في هذا الفيلم الاداء الرائع لبطله". من جانبه، راى الناقد حامدي جيروم ان "المخرج صور فيلما جميلا من حيث الكادرات والمؤثرات الصوتيه، الا انه اضاع الهدف؛ فركز على الجماليات، ولم يعرف الى اين سيصل في فيلمه، ولهذا جاء الايقاع البطيء للفيلم". وهذا ايضا ما عبر عنه المخرج الفلسطيني نصري حجاج- الذي يشارك في المسابقة الرسمية للافلام التسجيلية في المهرجان- قائلا ان "المخرج بذل مجهودا كبيرا، وخلط بين الواقعية السحرية، الا انه لم يعرف كيف يخلق عالمه وفكرته التي تقدم رؤيا للاجيال الجديدة من المهاجرين العرب الى اوروبا". يشار الى ان المخرج قدم للسينما الفرنسية اربعة افلام قصيرة، وفيلما روائيا طويلا، الى جانب فيلمه الاخير الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية للافلام الروائية الطويلة ضمن فعاليات الدورة ال 14 لمهرجان تطوان لسينما حوض البحر الابيض المتوسط التي بدأت فعالياتها في 29 اذار /مارس. (ا ف ب)