إذا كان النفط هو محور الصراع في الكثير من الحروب التي نشبت في إفريقيا وبقية العالم، فإن المياه هي الأخرى اصبحت هدفا لأطماع العديد من الدول نتيجة النقص الحاد في مصادر المياهمما استنفر الصندوق العالمي لحماية المياه الذي اصدر تقريرا كشف فيه أن أنهار العالم تواجه خطر الجفاف. وفي مقدمتها نهر النيل، كما أوضح أن حوالي 700 مليون شخص في 43 بلدا يعانون من ندرة المياه، وأنه بحلول عام 2025 قد يتضاعف هذا الرقم ليصل إلى ما يربو على 3 بلايين شخص، مما ينذر بأن الحروب القادمة في أفريقيا ستكون من أجل السيطرة على موارد المياه. يعتبر خبراء المياه ان القارة السمراء تشهد أسوأ حالات تلوث المياه الصالحة للشرب والذي نتج عنه تفشي الأمراض والأوبئة حيث إن استهلاك الفقراء للمياه غير الصالحة يتسبب في هلاك أكثر من ثلاثة ملايين افريقي سنويا. أخطر ما في تقرير الصندوق العالمي لحماية الطبيعة الذي صدر في مارس 2007 بجنيف أن هناك أنهاراً رئيسية كثيرة في العالم تواجه خطر الجفاف بسبب بناء السدود والذي من شأنه أن يؤثر على تدفق مياه الأنهار والحياه البحرية، بينما يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى تغيير القواعد التي عاشت في ظلها الأنهار لآلاف السنين. مشاكل المياه التي تنذر بتوتر الأوضاع في افريقيا خلال السنوات القادمة نتيجة النزاع المتوقع على موارد المياه المحدودة والمتمثلة في نهر النيل ومجموعة من الآبار الجوفية. وهناك عشرة أنهار في العالم بينها النيل والريو جراند والدانوب، بوصفها أسوأ ضحايا سوء التخطيط وعدم كفاية الحماية. ونقلت مصادر صحفية عن جامي بيتوك، مدير برنامج المياه في الصندوق قوله: إن الأنهار لم تعد تصل بانتظام إلى البحار مثل نهر الهندوس في باكستان ونهر النيل في إفريقيا والريو جراند. وهناك ملايين الأشخاص يتعرض مصدر رزقهم للخطر.. وقال إن الأنهار هي المصدر الرئيسي في العالم للمياه العذبة وان نحو نصف الإمدادات المتوافرة حاليا تستخدم بالفعل. حروب المياه في إفريقيا : إذا نظرنا إلى مصادر المياه في أفريقيا والتي تتمثل في مجموعة من الأنهار والبحيرات أهمها نهر النيل، والنيجر، ونهر الفولتا، ونهر زامبيزى، نجد أنها مشتركة بين مجموعة من الدول، ومقسمة بينها بحسب عدد السكان، الذي يتزايد بشكل مستمر، وفي المقابل ترتفع معه حاجة السكان إلى المياه التي لا يمكن الاستغناء عنها بأى حال من الأحوال، مما يفتح الباب على مصراعيه إلى نشوب الكثير من الصراعات والحروب بين الدول. ويجرى نهر النيل في مصر والسودان ضمن تسع دول أفريقية ويخدم 150 مليون شخص، ومن المتوقع ان يرتفع عدد السكان حوله إلى حوالي 340 مليون شخص بحلول عام 2050 مما يهدد العلاقات بين هذه الدول. أما نهر الكيتو ، والذي يمر في بوتسوانا، ناميبيا وأنجولا في جنوب قارة أفريقيا يعتبر مصدر توتر في العلاقات بين الجيران. وفي وسط وغرب أفريقيا، يعتمد 20 مليون شخص في ست دول على بحيرة تشاد فقط ، والتي قلت مياهها بمقدار 95% في خلال ال 38 عامًا الماضية، مما قد يهدد بأزمة سياسية أخرى بين هذه البلاد. وفي المقابل تعاني 13 دولة في افريقيا من ندرة أو ضغط المياه، وستنضم إليهم 12 دولة أخرى بحلول عام 2025.