تترقب السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة، إطلاق حملة مبتكرة لمكافحة الإرهاب، ونبذ الأفكار المنحرفة، وذلك من خلال سيارة تجوب البلاد للتذكير، والتحذير من خطر الإرهاب، وما خلفته من أعمال تخريبية، عانت منها البلاد خلال الأعوام الفائتة، على يد مجموعة من الخارجين عن القانون. ووفقا لصاحب الفكرة حمد المبارك، فقد بلغ الطموح والحلم، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي دعم المشروع دعما مُنقطع النظير، الأمر الذي قاد المبارك إلى تحدي الذات، ومواجهة الصعاب، من أجل إيصال رسالة للعالم أجمع، تعنى ب«مكافحة الإرهاب». وقرر المبارك أن يخوض التجربة، بعد أن فكر مع نفسه، وبعيداً عن الأضواء، عقب أن ذهب أحد أقاربه الأعزاء، ضحية الإرهاب، في إحدى العمليات التخريبية التي شهدتها السعودية قبل سنوات، وهو ما أثر في نفسه، وقاده للتفكير في عملٍ مهما كان حجمه، يدعو فيه برسائل سامية، إلى نبذ هذا الفكر المنحرف، وهذا الداء الذي عانت منه كثير من دول العالم، إن لم تكن جميع دول العالم. بعد أن بلغ حلم الضابط السعودي حمد المبارك، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إبان كانت تلك الفكرة على ورق، طالب منه خادم الحرمين الشريفين أن يكون ذلك الحلم حقيقة، كعادته التي عرف بها، وهو مطالبته دائماً وأبداً بترجمة الأقوال إلى أفعال، وهو ما خلق في نفس الضابط السعودي المبارك، شيئاً كبيراً من حجم التحدي، قاده إلى التفكيرفي ترجمة هذا الحلم على أرض الواقع، بعد أن لاقى ذلك المشروع أو الحلم، دعماً من الملك عبد الله بالدرجة الأولى، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية في السعودية. النقيب حمد المبارك، قال خلال زيارته ل«الشرق الأوسط» إن الرسالة التي حملها في نفسه، والتي قادته إلى التفكير في تغيير ألوان سيارته، بشعارات ضد الإرهاب، للعالم أجمع، وليس للسعودية فقط، بحكم أن العالم، بات يُعاني من تلك الآفة، والتي ذهب ضحيتها أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في مواجهة الإرهاب، سوى الدفاع عن أوطانهم، والذود عنها بأرواحهم، وهو ما حدث في السعودية مؤخراً، بعد أن ذهب عدد من رجال الأمن ضحية مواجهة إرهاب أرباب الفكر المنحرف. يقول المبارك «أثرت في نفسي، إبان تعرض السعودية لتلك الأحداث التخريبية، رسالة وجهها ولي الأمر للعالم بأسره، مفادها ضرورة اجتثاث الإرهاب من جذوره، وهو ما استطاعت الأجهزة الأمنية السعودية إثباته خلال المواجهات في السنوات إلى بذل الأرواح الماضية، إضافة أمام فداء الوطن، وهو الذي يعني الكثير، لمن يعي ماذا يعني الوطن». المبارك، حول سيارةً خاصة به، إلى معرض لصور الدمار الذي خلفته الأعمال التخريبية في السعودية، وطرزها من الجوانب الأربعة، برسائل سامية، كان أبرزها «إسلامنا دين سلام لا إرهاب»، و«وطننا لا يستحق هذا الدمار» و«دعونا نعيش بسلام» بين تلك الصور التي وضعها على جوانب سيارته. وكان مهرجان التراث والثقافة «الجنادرية» بداية انطلاق البادرة، حيث عرض المبارك السيارة التي لاقت تجاوبا كبيرا من قبل زوار المهرجان التراثي الأول في السعودية، بالإضافة إلى زيارة عدد من اسر الشهداء، للتأمل في بادرة النقيب حمد المبارك. وبين المبارك أن الفكرة لاقت دعما من الفريق عبيد العنزي مساعد قائد الحرس الملكي، وقائد اللواء الخاص بقصر خادم الحرمين الشريفين، ولعب دورا بارزا في رعاية هذا المبادرة، والوقوف بجانب صاحب الفكرة، وتقديم الدعم والعون اللازم له، مبيناً أن الفريق العنزي قدم فكرة التوجه للمشاركة في مهرجانات مقبلة بمختلف مناطق السعودية، وذلك لتوعية من مخاطر الإرهاب والانزلاق وراء هذه الفئات الضالة، التي تسعى لزرع الفتن في البلاد.