فوجئ المخرج المصري يسري نصر الله بخروج الجمهور وبينهم عدد من الصحفيين والنقاد من العرض الخاص لفيلمه الجديد"جنينة الأسماك" الذي أقيم أمس الأحد قبل انتهاء الفيلم تعبيرا عن غضبهم من مستوى الفيلم. وعبر الخارجون بصوت مسموع عن الملل الذي أصابهم من الفيلم فيما اعتبر لطمة قوية للمخرج الكبير الذي قدم سابقا فيلمي "المدينة" و"باب الشمس" ولشركة مصر العالمية منتجة الفيلم التي يملكها المخرج يوسف شاهين. ولم يشفع للفيلم كون كاتبه ناصر عبد الرحمن الذي قدم مؤخرا "هي فوضى" و"حين ميسرة" ولا مجموعة الأبطال المشاركة هند صبري وعمرو واكد وجميل راتب وأحمد الفيشاوي وباسم سمرة وسماح أنور الذين بدت شخصياتهم باهتة في سيناريو جديد تماما على الجمهور المصري. حالة الخروج الجماعي من صالة العرض دفعت بطلة الفيلم هند صبري التي قطعت شهر العسل خصيصا للإحتفاء بالفيلم للهروب خلال العرض حتى لا تواجه انتقادات الحاضرين بينما رفض عمرو واكد الحديث إلى الصحفيين أو القنوات التليفزيونية. واستخدم المخرج الذي عاد للسينما بعد سنوات من الغياب أسلوبا جديدا أصاب الكثيرين بالحيرة حتى أن معظم التعليقات عقب الفيلم ربطت بينه وبين الكثير من أفلام يوسف شاهين التي يخرج الجمهور منها عادة دون أن يفهم ما يقصده المخرج من الفيلم لكن كثيرين اعتبرو أفلام شاهين مفهومة جدا مقارنة بفيلم نصر الله. ولا يضم "جنينة الاسماك" موضوعا محددا أو شخصيات رئيسية وإن كان يركز على حالة "التوهان" التي يعاني منها الجميع باختلاف طبقاتهم وثقافتهم والتي ربط بينها وبين ذاكرة الأسماك التي لا تتجاوز في الحفظ 4 ثوان فقط. ويتناول الفيلم عددا من العلاقات المتشابكة بين مقدمة برامج إذاعية ومخرجها وطبيب تخدير ووالده وعدد من الشخصيات الثانوية يربطهم جميعا إدعاء مبادئ يخالفونها طيلة الوقت لكن المخرج استخدم أسلوب "الراوي" بشكل مبتكر حيث تحولت جميع الشخصيات إلى رواة داخل أحداث الفيلم. فكل شخصية تحكي عن نفسها وعن تطورها داخل الأحداث فور ظهورها قبل أن يعود الممثل أو الممثلة للحديث عن رأيه الشخصي في الدور الذي يقدمه وكيفية قبوله القيام بهذا الدور بشكل لم تعرفه السينما المصرية من قبل وربما كان هذا أحد أسباب عدم استساغة الجمهور للفيلم.