اخبار اليوم 15/3/2008 تزايدت في الأونة الأخيرة أزمة الحصول علي رغيف الخبز خاصة في المناطق الشعبية والآهلة بالسكان حيث عرفت المخابز ظاهرة الطوابير الطويلة التي يحاول المواطنون خلالها الحصول علي الخبز الذي يمثل القوت اليومي والاساسي لهم وتحرص الحكومة علي توفيره لهم بخمسة قروش للرغيف الواحد وتقدم الدعم الذي وصل الي 15 مليار جنيه للحفاظ علي سعره وتوفيره بالشكل المناسب.. إلا أن الظاهرة الغريبة والتي تزايدت خلال الاسابيع الاخيرة هي الزحام الشديد والطوابير امام المخابز في بعض المناطق بالقاهرة والمحافظات والتي اصبحت تنذر بالخطر حيث تزداد معاناة الناس في الحصول علي رغيف الخبز. وتعود هذه الظاهرة ليس لتقصير الحكومة في توفير الرغيف المدعوم في متناول الناس ولكن في جشع بعض التجار واصحاب المخابز وتسريب كميات من الدقيق لبيعه في السوق السوداء بأضعاف أضعاف ثمنه والحصول علي اموال الدعم الذي تقدمه الحكومة إلي أنفسهم بدلا من توجيهه للمحتاجين من المواطنين وهذه الظاهرة هي أحد أهم الاسباب التي أدت إلي الأزمة إن لم تكن أهمها علي الاطلاق.. فصاحب المخبز يحصل علي حصته من أجولة الدقيق بسعر 180 جنيها للجوال الواحد ويبيعه في السوق السوداء ب 1200 جنيه وبذلك يحصل علي مكسب كبير دون أن يكلف نفسه عناء تحويل الدقيق الي خبز وبيعه وتحمله تكلفة العمالة والاعداد وهناك الكثير من الجشعين الذين يقومون بهذا العمل غير الأخلاقي ويبيع نصف حصته أو اكثر قليلا في السوق السوداء ويحول الباقي الي خبز ليبيع ما تيسر منه للمواطنين ويهرب الباقي لاصحاب المطاعم أو من يدفع اكثر ويضيع في هذه العملية المواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوة ويحاول جاهدا الحصول علي الخبز المدعوم لإطعام اسرته الكثيرة العدد. نعم نحن نعلم ان الاسعارالعالمية للقمح ارتفعت في السنوات الاخيرة بشكل رهيب حيث ارتفع سعر طن القمح من 200 دولار الي 550 دولارا ومن المتوقع أن يرتفع ايضا خلال الفترة القادمة بسبب نقص المساحات المزروعة من جهة وزيادة تكلفة الانتاج من جهة أخري اضافة الي ان الانتاج المحلي من القمح لا يكفي الاستهلاك المتزايد مع الزيادة الرهيبة في اعداد السكان والتي وصلت إلي أكثر من 75 مليون نسمة.. فالمعادلة صعبة ولكن الحكومة ملتزمة بتوفير السلع الاساسية وفي مقدمتها رغيف الخبز للمواطنين باسعار مدعومة وفي متناول ايديهم وليس أدل علي ذلك من زيادة الدعم الذي تخصصه الحكومة لرغيف الخبز حتي وصل الي 15 مليار جنيه مقابل 3 مليارات جنيه منذ عدة سنوات قليلة. وتأتي المشكلة الصعبة وهي كيفية وصول الدعم لمستحقيه الحقيقيين بدلا من تسريبه إلي جيوب فئة معينة علي حساب المواطنين البسطاء. الرئيس مبارك ينحاز دائما لصالح الفقراء ويتدخل لدي الحكومة ويعطي توجيهاته الصارمة بضرورة ايجاد الحلول السريعة لمثل هذه المشاكل ويؤكد في اكثر من مناسبة انه لا زيادة في اسعار الخبز والسلع الاساسية للمواطنين ويحرص دائما علي متابعة مثل هذه الامور أولا بأول بل ويقدم المقترحات للحكومة للوصول الي الحلول السريعة والعاجلة لمثل هذه المشاكل ولا تدخر الحكومة جهدا. وتبقي المشكلة في القضاء علي هذه الظاهرة بايجاد الحلول المناسبة وفي مقدمتها فصل الانتاج عن التوزيع أي تقوم المخابز باعداد الخبز كاملا وتحت رقابة مفتشي التموين لضمان انتاج جميع الكمية المنصرفة للمخبز من الدقيق دون تسريب اي كميات أخري في السوق السوداء وبذلك نضمن توفير الخبز بكميات مناسبة وتأتي مهمة توزيعه علي المواطنين في مساكنهم بالاسعار المدعومة ونفتح المجال امام الشباب للعمل في التوزيع وبذلك تختفي ظاهرة الطوابير تماما من امام المخابز ويصل الخبز المصنوع بشكل جيد وبطريقة لائقة للمواطنين دون اي معاناة.. واعتقد ان هذه هي الطريقة المثالية للقضاء علي الازمة المفتعلة بعد القضاء علي أسباب ظهورها فالدقيق موجود والحكومة دفعت المليارات للحفاظ علي سعرالرغيف ولم يبق سوي تنفيذ الخطة الكاملة للقضاء عليها وتأتي هنا مسئولية المحافظين ورؤساء الاحياء في تطبيق هذا الاسلوب الذي بدأ بالفعل في بعض المناطق ولكن يبقي ان ينتقل الي الاحياء الشعبية والأهلة بالسكان والاقاليم والمحافظات لتخفيف المعاناة عن الناس وتوفير هذه السلعة الهامة بالسعر المناسب وبالطريقة المناسبة ايضا. المزيد من اقلام واراء