صرحت الشرطة العراقية الجمعة ان مقاتلي ميليشيا جيش المهدي هاجموا دوريات تابعة لها في جنوب بغداد مساء الخميس؛ مما أضعف بشكل اكبر هدنة بدأت قبل سبعة اشهر اعلنها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر من اجل كبح الميليشيا الموالية له. وجاءت الاشتباكات التي وقعت في حي الشرطة في بغداد بعد تفجر أعمال عنف في مدينة الكوت بجنوب العراق، اشتبك فيها مقاتلو جيش المهدي مع القوات الامريكية والعراقية. ووقع القتال في نفس اليوم الذي أحيا فيه العراق ذكرى مرور خمس سنوات على الغزو الذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين. واعلن الجيش الامريكي ان جنديا امريكا توفي متأثرا بجروح اصيب بها الجمعة من "نيران غير مباشرة"، وهو تعبير يستخدم عادة للاشارة الى نيران الصواريخ او المورتر جنوب بغداد، وأصيب اربعة جنود اخرين ايضا. من جهة اخرى، قال الجيش الامريكي ان جنديا امريكيا توفي في وقت سابق من الاسبوع الجاري عندما انقلبت مركبته في بلدة مندالي الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر شمال شرقي بغداد. وقالت الشرطة ان خمسة أشخاص اصيبوا الجمعة في اشتباكات بين مقاتلي ميليشيا جيش المهدي وقوات أمريكية وعراقية في حي العامل بجنوب غرب بغداد. وكان الصدر قد دعا اول مرة الى وقف اطلاق النار في اغسطس/اب الماضي، ومدده في الشهر الماضي. وخاضت ميليشيا جيش المهدي انتفاضتين ضد القوات الامريكية في عام 2004، لكن الصدر أصدر قبل اسبوعين بيانا ابلغ فيه اتباعه بأنه يمكنهم الدفاع عن انفسهم اذا تعرضوا للهجوم. وقال المتحدث باسم الجيش الامريكي الميجر مارك تشيدل ان القوات الامريكية شنت عملية الخميس في حي الرشيد بغرب بغداد الذي يشمل منطقة الشرطة لاستهداف مسلحين يطلقون قذائف مورتر على مناطق مدنية. وأضاف ان ستة مسلحين قتلوا في هجمات للقوات البرية وغارات جوية شنتها طائرات هليكوبتر من طراز اباتشي وتم اعتقال اثنين، واضاف ان ضابط شرطة عراقيا خطف. وقال مسؤولان بالشرطة طلبا عدم نشر اسميهما ان الاشتباكات في منطقة الشرطة بدأت مساء الخميس عندما شن مقاتلو جيش المهدي هجمات متزامنة على دوريات للشرطة، وهاجموا نقطة تفتيش. وقال قادة عسكريون أمريكيون ان وقف اطلاق النار الذي أعلنه الصدر ساعد في تراجع بنسبة 60 بالمئة في أعمال العنف منذ يونيو/حزيران الماضي؛ مما سمح لهم بالمضي في خطط لبدء سحب 20 الف جندي أرسلوا الى العراق العام الماضي للمساعدة في كبح العنف الطائفي. ولذلك يرجح أن يشعر هؤلاء القادة بالقلق ازاء أي علامة على أن الهدنة لم تعد تجد احتراما من جانب بعض أفراد ميليشيا جيش المهدي الذين يقدر عددهم بالآلاف. والمعقل الرئيسي لجيش المهدي هو حي مدينة الصدر ببغداد. (رويترز)