هاجم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بريطانيا الجمعة متهما اياها بمخالفة القانون الدولي عن علم، حيث فيما طلبت روسيا من مكاتب المجلس الثقافي البريطاني (British Council) فى روسيا اغلاق أبوابها. وترى السلطات البريطانية أن إغلاق فروع المجلس الثقافي البريطاني (British Council) ما هو سوى معاقبة الآلاف من المواطنين الروس الذين كانوا يستفيدون من نشاط المجلس. وقد افتتح المجلس الثقافي البريطانى في روسيا بناءا على اتفاقية التعاون الثقافي الثنائية الموقعة بين البلدين عام 1994. وأوضح مصدر في وزارة الخارجية البريطانية أنه خلال السنوات التسع الأخيرة عملت المملكة المتحدة جاهدة من أجل عقد اتفاقية جديدة حول المراكز الثقافية مع روسيا، وطالما لم توقع الاتفاقية الجديدة؛ فيستمر سريان مفعول الاتفاقية الموقعة عام 1994. وقد أكدت الأوساط الرسمية في لندن أنها تسعى إلى تطوير التعاون مع موسكو في عدد من الميادين ذات الاهتمام المشترك، وخاصة في التجارة والعلم والثقافة. وقد صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الجمعة بأن بريطانيا تحاول في القضية المتعلقة بالمجلس الثقافي البريطاني التلاعب على القانون الدولي الذي تقوم بخرقه كما تخالف القانون الروسي في روسيا. وقد علق لافروف بذلك على تصريح وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الذي وصف فيه قرار روسيا الخاص بغلق مكتبي المجلس الثقافي البريطاني في روسيا بأنه غير قانوني. وكانت روسيا قد طالبت المجلس الثقافي البريطاني في الثاني عشر من هذا الشهر بغلق مكتبيه في مدينتي سانت بطرسبورج ويكاترينبورج ابتداء من الأول من شهر يناير 2008. وذكر لافروف أن موسكو خططت سابقا لوضع نشاط المكتب الثقافي البريطاني في روسيا في إطار قانوني، إلا أن بريطانيا أقدمت صيف هذا العام على إفساد العلاقات مع روسيا من خلال إبعاد عدد من الدبلوماسيين الروس، وكفت عن التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب، وأوقفت المحادثات الخاصة بتسهيل إجراءات منح تأشيرات الدخول، وأضاف أن روسيا قررت تجميد العمل على الاتفاقية الخاصة بنشاط المجلس الثقافي البريطاني كإجراء جوابي. وأكد لافروف أن بريطانيا فتحت نحو 15 مكتبا للمجلس الثقافي البريطاني في روسيا بدون التنسيق مع الجانب الروسي، وأشار الى أن تلك المكاتب كانت تمارس أنشطة تجارية مما يتعارض مع اتفاقية فيينا. ويعد المجلس الثقافي البريطاني منظمة بريطانية دولية تعمل في مجال العلاقات الثقافية والتعليمية. وقد تدهورت العلاقات البريطانية الروسية الى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة بعد أن رفضت موسكو تسليم حارس خاص كان ينتمى لجهاز الاستخبارات الروسية السابقة "كي جي بي" يشتبه فى أنه قتل منتقدا الكرملين والعميل الروسي السابق أيضا ألكسندر ليتفينينكو فى لندن وتطور الأمر الى تبادل لطرد الدبلوماسيين فى أيار/مايو الماضي.