أكد الدكتور بطرس بطرس غالى رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان أن مصر حققت تقدما إيجابيا فى مجال حقوق الإنسان لا يمكن إنكاره مشيرا إلى أنه حدث تقدم فى المجال التشريعى ونشر ثقافة حقوق الإنسان ومواجهة الانتهاكات. وقال غالى إن هناك أوجه قصور موجودة يجب التصدى لها وهى أنه رغم التقدم فى مجال نشر ثقافة حقوق الإنسان إلا أن هذه الثقافة مازالت غائبة وأكد أن أوجه القصور تعد مسئولية المؤسسة التعليمية وكافة الأجهزة المعنية والإعلامية. جاء ذلك فى كلمة وجهها الدكتور بطرس بطرس غالى إلى الاحتفالية التى نظمها الاثنين البرنامج الوطنى لبناء وتنمية القدرات فى مجال حقوق الإنسان والبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة وألقاها نيابة عنه الدكتور فؤاد عبدالمنعم رياض عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان والقاضى الدولى لجرائم الحرب. ولفت غالى الانتباه إلى المؤتمر الذى نظمه المجلس القومى لحقوق الإنسان يوم 25 نوفمبر الماضى عن المواطنة والذى عقد تحت شعار العدالة والمساواة وما أصدره إعلان القاهرة للمواطنة بهدف تقديم رؤية متكاملة لفكر ومبدأ المواطنة إلى واقع ملموس. ونبه إلى أنه يرى أن المواطنة هى مفتاح حقوق الإنسان فى أى دولة وأن مصر يجب أن تكون الرائدة فى هذا المجال. وقال "إننا خلصنا إلى أن تحديات المواطنة تتنوع بين تحديات تشريعية وثقافية وسياسية بهدف تحقيق التجانس". وأضاف "إننا فى المجلس نؤمن بضرورة تفعيل مبدأ المواطنة لمكافحة البطالة ومناهضة التعذيب ورعاية المصريين فى الخارج وقانون بناء دور العبادة الموحد وتفعيل دور الجمعيات الأهلية". وقال رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان "إن احتفالنا اليوم باليوم العالمى لحقوق الإنسان يجب أن يكون مناسبة لنشر ثقافة حقوق الإنسان وأن يكون مناسبة لأعمال مبادىء التسامح واحترام حقوق الآخرين والذى هو من ركائز السلام الاجتماعى". وأشار غالى إلى أن المجلس القومى لحقوق الإنسان أولى أهمية كبيرة من أجل التعريف بحقوق المواطن وبما يقوم به المجلس ومن أهم الآليات فى هذا المجال نشر تقاريره السنوية بشفافية وحيادية ونشر تقارير فى مناسبات محددة لإدانة الانتهاكات وهذه من الأساسيات فى عمل المجلس. وقال غالى إن المجلس حرص على إقامة جسور تعاون مع كافة المنظمات والجهات المحلية والدولية بالإضافة إلى ما يتلقاه المجلس من شكاوى عديدة يتم متابعاتها مع الجهات المعنية من أجل العمل على حلها فى إطار زمنى محدد .. كما لا يغفل المجلس التقارير التى تصدرها المنظمات غير الحكومية والتى "نؤمن بأهميتها". وأوضح الدكتور بطرس غالى رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان أنه بالرغم من أن الإعلان العالمى لحقوق الإنسان - الذى ساهمت مصر بقوة فى صياغته قبل حوالى 60 عاما - لا يشكل اتفاقية قانونية ملزمة إلا أنه لا يمكن أن تجرؤ دولة فى العالم أن تعلن عن عدم موافقتها عليه فهو الوثيقة الأم لكل المواثيق والتعهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والتى أقرتها الأممالمتحدة بعد صيغة الإعلان العالمى بسنوات. وقال غالى إن انتهاكات حقوق الإنسان فى العالم لم تنته فمازلت هناك انتهاكات جسيمة ترتكب فى كافة أنحاء العالم ولا تكاد تخلو منها أى دولة فى العالم تقريبا غير أن الفرصة متاحة حاليا لوقف هذه الانتهاكات خصوصا وأن قضايا حقوق الإنسان أصبحت قضايا عالمية ولا تستطيع أى دولة أن تتحجج بمسألة السيادة الوطنية والتدخل فى الشئون الدولية والأمر الثانى هو أن هناك قناعة على المستوى الوطنى فى دول العالم على أن احترام حقوق الإنسان ليس بالأمر الاخلاقى وحسب. وشدد على أنه لن يحدث تقدم حقيقى فى مجال الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للانسان فى غياب ثقافة حقوق الإنسان والتوعية بها والتربية عليها ومن هنا "علينا مسئولية كحكومات وشعوب وجماعات نشر ثقافة حقوق الإنسان حيث أن هناك ممارسات جسيمة بعضها يتخذ أشكالا ثقافية ودينية وعرقية وهى ترتكب من قبل جماعات". وقال إنه من هذا المنطلق حرص بعد تعيينه أمينا عاما للأمم المتحدة على استحداث منصب المفوض السامى لحقوق الإنسان فى الأممالمتحدة. وأشار إلى مساهمة مصر بقوة فى كافة المواثيق والتعهدات الدولية التى وقعتها وصدقت عليها وأصبحت جزءا من التشريع الوطنى المحلى. كان الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان والذى أقيم بالتعاون بين البرنامج الوطنى لبناء ودعم القدرات فى حقوق الإنسان بالتعاون مع مؤسسة الأهرام قد بدأ بكلمة للسفير أحمد حجاج رئيس الجمعية الإفريقية ورئيس برنامج دعم القدرات فى مجال حقوق الإنسان استعرض خلالها مراحل العمل فى البرنامج والدورات التدريبة التى نظمها بالتعاون مع معهد الأهرام الإقليمى للصحافة حيث نظم مسابقة لأفضل الأعمال الصحفية ورسوم الكاريكاتير فى مجال حقوق الإنسان. وأشار إلى أن عدد الدورات التدريبية التى تم تنظيمها على مدار السنوات الأربع الماضية بلغت 160 دورة وتم خلالها تدريب ما لا يقل عن ثمانية آلاف من العاملين على إنفاذ القانون من رجال القضاء والنيابة العامة وضباط الشرطة إلى جانب العاملين فى مجال الصحافة والإعلام والاذاعة والتلفزيون وطلبة الجامعات. وقال إن البرنامج فى مرحلته الجديدة فى العام القادم سوف ينظم دورات متخصصة ذات مستوى مرتفع مع تركيز خاص على مؤسسات التعليم فى مصر ومنظمات المجتمع المدنى العاملة فى الميدان. وقد ألقى الأستاذ مرسى عطا الله رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام كلمة فأشاد بالدور التنويرى الذى تقوم به وسائل الإعلام وأشار إلى أن مؤسسى الأهرام من عائلة تقلا اللبنانية والتى احتضنتهم مصر بكل سماحة وتسامح كانوا عنوانا على احترام حقوق الإنسان فى مصر قبل 130 عاما. وقال إن الأهرام كان بمثابة أول رسالة إعلامية لحقوق الإنسان تنشر ثقافة حقوق الإنسان كان النموذج على دعم الحوار احترام حقوق الإنسان والآخرين والتعاون وهو بمثابة إعلان عالمى لحقوق الإنسان فى مصر. وقال عطاالله إن الدين الإسلامى الحنيف دعا فى رسالته إلى احترام حقوق الإنسان قبل الإعلام العالمى بأكثر من ألف و14 عاما. وأضاف أنه مازالت هناك انتهاكات لحقوق الإنسان بسبب ازدواجية المعايير غير أنه أكد فى النهاية أن قانون حقوق الإنسان سيفرض نفسه على الجميع. ثم تحدث السيد جيمس راولى الممثل المقيم للامم المتحدةبالقاهرة واكد انه لا يمكن تقسيم حقوق الانسان فهى كل لايتجزأ وهى تهدف الى الحفاظ على كرامة الانسان ..مشيرا الى اهمية الاطار القانونى والاخلاقى لقضايا حقوق الانسان ونوه بقيام مجلس حقوق الانسان الدولى فى ابريل عام 2006 وهو ما يعنى تأكيد الاممالمتحدة على اهتمامها بحماية حقوق الانسان فى العالم والدفاع عنها مع الاخذ فى الاعتبار الخصوصيات الوطنية والاقليمية والخلفيات التاريخية والثقافية للشعوب واشار الى ان انشاء هذا المجلس جاء ليكمل عمليات التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والثقافية والامن الانسانى وهذه كلها ترتبط باحلام الانسانية كما اشار الى انتخاب مصر فى عضوية هذا المجلس وتأكيدها على الالتزام بكافة المواثيق والتعهدات الدولية التى تدعو الى احترام حقوق الانسان مشيدا بجهود مصر وبما قامت به سواء على المستوى الدولى او المستوى المحلى فى دعم وتعزيز مسيرة حقوق الانسان كما تحدث فى الاحتفال السفير عمرو ابو العطا نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات الدولية فاشار الى اهمية الاعلان العالمى لحقوق الانسان ومكانته المعاصرة بالرغم من انه ليس اتفاقا ملزما ووصفه بانه صار مع مرور الوقت دستور حقوق الانسان فى العالم وقال ان علينا ان نتساءل هل تم تحقيق المبادىء التى نص عليها الاعلان العالمى فالواقع الانسانى يقول ان العيش فى عالم عادل فى بيئة حرة خالية من الظلم والخوف وما زال العديد من البشر لا يتمتعون بحقوقهم الكاملة فمازال امامنا الكثير بالرغم من كافة الجهود التى تبذل من اجل الارتقاء بحالة حقوق الانسان فى العالم . ثم القى السيد ماهر ناصر مدير مركز الاممالمتحدة للاعلام كلمة السيد بان كى مون الامين العام للامم المتحدة بمناسبة اليوم العالمى لحقوق الانسان وقال السفير عمرو أبو العطا نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات الدولية فى كلمته ان قضايا مثل البيئة وتغيرالمناخ ترتبط بوجود الانسان اصبحت تفرض حضورا طاغيا فى الوقت الراهن كما ان قضايا الفقر مازالت تهدد الانسان وهى تعتبر من التداعيات التى تواجه حقوق الانسان فى الدول النامية كما تشكل النزاعات المسلحة تهديدا وانتهاكا صارخا لحقوق الانسان . وأشار فى ختام كلمته انه لا يمكن فى هذا الاحتفال العالمى بحقوق الانسان ان نتجاهل قضية استمرار الاحتلال الاسرائيلى للاراضى العربية وحرمان الشعب الفلسطينى من ابسط حقوق الانسان وهو حقه فى الحياة. وقال انه يجب استثمار هذه المناسبة فى البناء على الايجابيات التى تحققت فى مجال حقوق الانسان خاصة وان هذه المسيرة انطلقت وخطت خطوات كبيى ولن تتوقف. وقال انه على الصعيد المصرى فان المجلس القومى لحقوق الانسان يقوم بدور محورى فى نشر ثقافة حقوق الانسان ومتابعة ومراقبة حالة حقوق الانسان فى مصر. وأشار الى اننا نفخر بادائه ونزاهته ونحرص على التعاون معه ايمان منا بوحدة الهدف وان حقوق الانسان هى دائما عملية مستمر وليس من حق اى منا ان يصيبه الملل من تأخر النتائج ونوه بالجهد الذى يقوم به البرنامج الوطنى لبناء ودعم القدرات فى مجال حقوق الانسان بالتعاون مع البرنامج الانمائى للامم المتحدة ..وقال انه بدأ يؤتى ثماره