اذا كان عام 2007 الماضي حافلا بإنجازات علم الطب، فقد كان كذلك بالنسبة للمقولات الطبية ايضا التي سادت طويلا، حتى اثبت عالمان اميركيان بارزان، هما أهارون كارول وريجل فريمان، في المجلة الطبية البريطانية، انها مجرد خرافات، وان عاشت عشرات السنين وصدقها الناس هذه الخرافات التي سقطت علميا العام الماضي تبلغ ستا، بدءاً من خرافة ان «على المرء ان يشرب8 أقداح ماء يوميا»، حتى خرافة «ان الانسان لا يستخدم سوى عشرة في المائة من دماغه». الخرافة 1: على الانسان ان يشرب يوميا ثمانية اقداح من الماء الخرافة التي تقول ان علينا ان نشرب ثمانية اقداح من الماء يوميا، ظهرت في وسائل الاعلام منذ عام1945. وحسب توصيات الاختصاصيين، فعلى الاشخاص البالغين ان يتناولوا يوميا ليترين ونصف الليتر من السوائل، لكن المعروف في لائحة طعام الكبار، ان في كل سعرة حرارية من الغذاء هناك حوالي ملليلتر واحد من السوائل، وهكذا فان الكمية الاكبر من السوائل التي نحتاجها، موجودة اصلا في اطعمتنا الاعتيادية. اما مقولة الأقداح الثمانية من الماء يومياً، فيمكن ان تكون صحيحة فقط حين لا نتناول اي طعام ابداً. الخرافة 2: نستخدم فقط 10% من دماغنا القناعة بأننا نستخدم فقط 10 في المائة من ادمغتنا عمرها اكثر من مائة عام، ومازالت حتى اليوم،رغم التقدم الكبير في الدراسات حول هذا الموضوع. لا يوجد اي دليل على اصل هذه الخرافة، وان كان البعض يرجعها الى البرت آينشتاين. لكن ليس هناك برهان على ان اينشتاين قد اطلق فعلاً هذا القول. الخرافة انتشرت بصورة واسعة حوالي عام 1907، حينما كان دارجاً التركيز على قوة الانضباط وضرورة تطوير الموارد البشرية غير المستغلة. ان الدراسات حول الخلل الدماغي، وتصوير نشاط الدماغ المجهري، وتحسين وظائف الدماغ المختلفة، وكذلك تركيب الدماغ والتحولات الكيماوية فيه، تظهر ان دماغ الانسان يناقض هذه الخرافة ويسقطها بشكل حاسم. كما اظهرت الدراسات عن اصابات الدماغ ان اي تلف في اي جزء منه يؤثر عملياً في جميع نواحي حياة الانسان المصاب. وحسب دراسات حديثة عدة، فان اي جزء من دماغ الانسان لا يمكن ان يكون خاملاً، لان لكل جزء فيه وظيفة معينة وخصائص محددة. لذا، فان مقولة ال10% هي من دون اساس علمي. الخرافة 3: الشعر والأظافر يستمران بالنمو حتى بعد الموت هذه الخرافة السخيفة كانت جزءاً لا يتجزأ من الاساطير، على مدى عشرات السنين.وهناك آلاف الاعترافات ادلى بها اشخاص اقسموا بأنهم شاهدوا بأم اعينهم، كيف كان ينمو شعر اقاربهم من الاموات وأظافرهم الى بضعة سنتمترات. طبيب التشريح وليام مابلس، الذي استعان به العالمان مؤلفا المقال، يقول: «انها خرافة دائمة، لكنها دائما خرافة. في الواقع لا يحدث شيء من هذا بعد الموت»! ربما كان اساس هذا الاعتقاد في الظواهر البيولوجية التي تحدث بعد الموت. ففقدان الجسم للماء بعد الموت يؤدي الى جفافه، ولذلك يخشوشن الجلد حيث ينبت الشعر، كما حول الاظافر.ان خشونة الجلد تعزز الوهم بأن الشعر والأظافر تصبح اطول من السابق. فالقضية هنا مرتبطة فقط بخداع العين والنظر. ان نمو الشعر والاظافر يتطلب تركيبة من التفاعلات الهرمونية التي يتوقف أداؤها بعد موت الإنسان. الخرافة 4: الشعر والزغب ينموان بسرعة اكثر من السابق بعد حلاقتهما وهذا الاعتقاد المعروف بصورة عامة، يتعلق بحلاقة الشعر والزغب. فالناس يعتقدون أن قصهما يهدف فقط الى تسريع نموهما، وهذا خطأ وسذاجة، فالدراسات العلمية ردت على هذه الخرافة. ففي عام 1928 أثبت اطباء اختصاصيون ان الحلاقة ليس لها اي تأثير في الطول النهائي للشعر. بعد ذلك اشارت دراسة اجريت منذ فترة قريبة، الى ان الحلاقة في اي حال من الأحوال لا تؤثر في سرعة نمو الشعر او سماكته. والاكثر من ذلك، فاننا خلال الحلاقة لا نتخلص جوهريا الا من اجزاء الشعر الميتة فقط. اما الجزء الحي من الشعر او الزغب، فانه يستمر في النمو، وهو يقع تحت سطح الجلد، وان قص الشعر لا يمكنه في اي حال ان يؤثر في نموه. الاعتقاد الخاطئ ربما يؤثر فقط في ناحية واحدة، وهي ان الشعر او الزغب النامي يكون اكثر ترويساً، اي برؤوس حادة، ويترك انطباعا بانه شعر خام قد نبت من جديد. وفي الوقت نفسه، فان هذا الشعر الجديد لم يتعرض بعد الى الاحتراق بأشعة الشمس او باستخدام المستحضرات الكيماوية، لذلك فإنه يبدو اكثر عتمة او سوادا. الخرافة 5: القراءة في الضوء الخفيف تدمر العين التصور المتوارث بأن القراءة اثناء الضوء الضعيف تدمر عيونكم بصورة حتمية، انما هو افتراض ربما ظهر نتيجة الشعور الناجم عن تعب العين. ان القراءة الطويلة في ضوء ضعيف يمكن ان تقود الى شعور ذاتي بعدم القدرة على التمييز والتركيز، ويحدث مع الوقت شعور بالضيق يسببه نشاف العين. ومع ذلك، فمن الضروري التأكيد، وفقا للاختصاصيين، أن الضوء غير الكافي لا يمكن ان يدمر العين ابدا، على الرغم من ان العيون المتعبة يمكن ان تتسبب بسلسلة طويلة من المشاعر غير المريحة، لكن الامر لا يتعلق بنتائج دائمة، او باسباب يمكن ان تؤدي الى تغييرات دائمة في وظيفة العين او تركيبها. الخرافة 6: الموبايل يؤثر في عمل المعدّات الطبية لم تسجل حتى الآن اي حالة موت او اصابة بسبب استخدام الهاتف النقال في المستشفيات او العيادات الطبية، ومع ذلك تنتشر البدع بين الناس حول الغرائب الناتجة عن المعدات الطبية اذا اشتغلت بحضور هاتف نقال. ان واحدة من اولى الدراسات التي اجريت في بريطانيا اكدت ان النقال يؤثر فقط بحدود اربعة في المائة في المعدات حين يكون على بعد متر واحد فقط منها. ومع هذا، فان اقل من 0،1% فقط من تلك الاعطال كانت جدية. وفي عام 2005 أنجز مستشفى مايو كلينيك دراسة تضمنت 510 فحوص ل16 جهازا طبيا و6 هواتف نقالة، فتبين أن تأثر سير الاجهزة بنسبة 1،2% من الحالات فقط. اكثر من هذا، فقد تبين أيضا ان التأثير هو في اقل المستويات المحتملة، ولم يقع الا في الحالات التي استخدم فيها الهاتف على مسافة اقل من متر واحد من الجهاز. في العام الماضي اجرى المستشفى 300 فحص جديد، ولم يلحظ اي تأثير للهواتف النقالة في الاجهزة الطبية.