يبعث مخرج فلسطيني برسالة ضمنية لاسرائيل من خلال فيلمه التسجيلي ( ظل الغياب) للمطالبة بالكف عن مطاردة الفلسطينيين حتى في مماتهم ومذكرا بأن الفلسطيني يحلم بالعودة ولو ميتا الى أرض الوطن. ويسجل المخرج الفلسطينى نصري حجاج في فيلمه الذي يعرض حاليا بقاعات السينما التونسية معاناة فلسطينيين يريدون دفنهم في وطنهم الفلسطيني بعد مماتهم ولكنهم في النهاية يدفنون خارج أرضهم في انتظار زمن قد يأتي وقد لا يأتي لتنقل جثثهم الى أرض الوطن. والفيلم البالغ مدة عرضه 90 دقيقة وجرى تصويره على مدى أربع سنوات بين 11 دولة يروي رحلة حزينة تلخص عذابات وأحلام فلسطينيي الشتات والمخيمات على مدى أكثر من نصف قرن منذ إعلان قيام دولة اسرائيل عام 1948 وما تبعها من تهجير للفلسطينيين الذين وجدوا أنفسهم موزعين على دول في أنحاء العالم . وأبطال الفيلم فلسطينيون مقيمون في مخيمات بسوريا والأردن ولبنان ومناطق أخرى ويقدمون شهاداتهم التي كان بعضها مصحوبا بوقفات مؤثرة على قبور ألوف الموتى من فلسطينيين دفنوا في مقابر بعيدة اذ تمتد مقابر الفلسطينيين من تونس والأردن ومصر الى فيتنام. والفيلم حاشد بشخصيات تركت بصماتها على امتداد المعاناة الفلسطينية ويتحدث ايضا عن تصرفات الدولة العبرية التي يقولون انها تخاف حتى من الموتى. وقال حجاج للصحفيين عقب عرض الفيلم بالعاصمة التونسية انه يأمل ان "يشاهده (الفيلم) الجمهور الغربي ليعرف حقيقة المأساة الفلسطينية .. القبر هو مشكل الشعب الفلسطيني وهو الشعب الوحيد في العالم الذي يعيش هذه المأساة." وتطرق الفيلم الى ما أثارته وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات من أسئلة كثيرة تتعلق بمكان دفنه حيث سجل حجاج لقطات من الجنازة الرسمية التي أقيمت لعرفات والقبر الذي دفن فيه في رام الله بسبب رفض اسرائيل دفنه في القدس التي طالما حلم أن يدفن فيها لأهميتها الرمزية والدينية والسياسية. ويعد أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية هو احمد شقير الذى توفي بالاردن وأوصى بأن يدفن في الاردن قريبا من وطنه الفلسطيني اذا رفضت اسرائيل عودة جثمانه وان يتم نقل رفاته متى سمحت الظروف . وعرض (ظل الغياب) للمرة الاولى في رام الله اغسطس الماضي في ذكرى اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي وسيعرض أيضا في مهرجان دبي السينمائي الذي تفتتح دورته الرابعة الاحد القادم.