الحبهان أو [حب الهال - حب الهان -هيل - هال - هيل حبهان] كما يُسمونه فى الدول المختلفة على المستوى العالمى، هوعبارة عن شجيرة معمرة لها جذر سميك بارتفاع من 2 إلى 5 متر " 6 إلى 12 قدم" ويعد من أنواع النبات العطرى اللاذع من الفصيلة الزنجبيلية، أوراقه الجالسة ملساء وتستدق عند طرفها، وهو أحد التوابل القديمة جداً فى العالم، وأصله من الشرق حيث ينمو برياً فى الغابات الغربية فى جنوبى الهند وسريلانكا، وأزهارها صفراء فى نورات طرفية، أما الثمرة فهى على شكل علبة ، وغلافها الأصفر المخضر جاف ويحتوى على ثلاثة مساكن بها، وكثيراً ما يُغش الحبهان عن طريق التضليل فى شكله، وهناك بدائل أقل جودة من النباتات المتعلقة بالحبهان، مثل حبهان صيام, حبهان نيبال, حبهان جاوة, والحبهان الشاذ، لكن الحبهان الحقيقى هو فقط كارداموممإليتاريا Elettaria cardamomum . زراعات الحبهان: يُزرع الحبهان فى [ الهند-نيبال - سريلانكا - جواتيمالا - المكسيك-تايلاند - أمريكا الوسطى - الصين – تنزانيا] .. تزرع الهند مُعظم حبهان العالم وتستهلك نصف المحصول محلياً، اُستخدم الحبهان فى الهند كعُشب علاجى ابتداء من القرن الرابع قبل الميلاد . تطور مراحل استخدام الحبهان: تطورت مراحل استخدام الحبهان على مر العصور وتنوع استخدامه من عصر لآخر ومن بلد لآخر.. فعلى سبيل المثال استخدم لتنظيف الأسنان وكعطر ولعلاج بعض الأمراض، فقد استخدم المصريون القدماء بذورالحبهان كمُنظف للأسنان وذلك بمضغه، وكانت ملكة مصر" كليوبترا " فيما يبدو وجدت رائحة الحبهان مُمتعة جداً وأخذت تحرق القرون المسحوقة بدلاً من البخور قبل قدوم مارك انطونى لمصر، وأيضاً استخدم الرومانيون الحبهان لمكافحة أوجاع المعدة بعد ولائمهم،هذا بالإضافه إلى استخدامهم له فى الأطعمه والعطور. وفى القرن الحادى عشرأدخل شخص يُدعى نورمانز " حبهان " إلى إنجلترا لأول مرة، وفى القرن الثالث عشر..وفى جبال الألب الشمالية, الحبهان كان العلاج الطبى المقبول لمكافحة الأمراض الهضمية المختلفة، وفى إيطاليا فى القرن السابع عشر كان الحبهان يعتبر شىء جيد لخلطه مع القهوة. الحبهان استورد فى أوروبا من كل جانب عام 1214بعد الميلاد فى السويد أصبح الحبهان توابل شعبية أكثر من القرفة، أما فى البلاد العربية فيُضاف الحبهان إلى القهوة, وفى الدانمارك فهوتابل رئيسى فى الفطائرالدانماركية . القهوة بالحبهان: عملية إضافة الهيل او الحبهان إلى القهوة تعمل على إكسابها طعماً ونكهة أفضل عند مزجها بمطحون حبوب الهيل، حيث تشير الدراسات إلى أن إحدى خصائص الزيوت الطيارة ذات الرائحة الطيبة فى بذوره، له ميزة إبطال مفعول الكافيين على الجسم، فمن المعروف أن طريقة تحميص حبوب البن لإعداد القهوة العربية تتطلب أن يكون لونها بعد التحميص باهتاً وليس بنياً غامق اللون، كما فى حمص القهوة التركية أو الإسبرسو، وكمية الكافيين فى البن- كما يقول الباحثون - تقل كلما كان لون حبة البن غامقاً، مما يعنى أن بن القهوة العربية الفاتح أعلى محتوى من الكافيين مما يُستخدم فيه البن الغامق. المكونات النشيطة: تحتوى البذور و القرون على زيت متطاير يستخدم فى العطور وكمنشط يحتوى الزيت المتطاير على " تيربينيز- تيربينيول - سينيول "، وتكتسب حبوب الهيل رائحتها ونكهة طعمها من توفر زيوت ثابتة وطيارة فى بذورها، فتركيب حبة الهيل يتكون من20% ماء، و10% بروتينات، و2% دهون، 42% من السكريات، و20% من الألياف، والباقى هو ما يُسمى بالرماد، كما هى العادة فى تسمية مجموعة من المواد الطبيعية والمعدنية المتبقية. الخواص العلاجية للحبهان: وجد الباحث " آلان فوستر" من جامعة كاليفورنيا فى الولاياتالمتحدة أن هناك 15 مركباً فى الحبهان يمكنها أن تحارب الجراثيم والأحياء الدقيقة التى يمكن أن تؤذى الإنسان .. ومن تلك الجراثيم العقديات المكورة الموجودة فى الفم التى يمكن أن تسبب تنخر وتسوس الأسنان والتهابات اللثة وما حول الأسنان، كذلك يكافح الهيل بكتيريا جلدية لها دور كبير فى حدوث حب الشباب .. فتلك البكتيريا تطلق أنزيماً خاصاً يؤثر فى الأحماض الشحمية الموجودة فى الجلد، وبالتالى تؤدى إلى حدوث التهابات جلدية وحدوث حب الشباب.. وهذا النوع من البكتيريا حساس على غسولات الهيل، ويمكن أن تتراجع الحالة وتخف الدمامل أو النتوءات الجلدية إذا ما خضع الإنسان لغسولات يومية متعددة من الهيل . كذلك وُجد أن للحبهان فوائد فى مُكافحة بعض الفطريات التى تسبب قشرة الرأس، أو نخالية الرأس، ويمكن تخفيف قشرة الرأس باستخدام غسولات من الهيل لتنظيف الرأس يومياً، وقد وجد أن هناك بعض المواد فى الهيل تساعد على دخول الأدوية والمراهم عبر الجلد وتسرع من تأثيرها . وأشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أنه يمكن استخدام الهيل مع الشاى الأخضر من أجل الوقاية من الذبحات القلبية والسكتات الدماغية، كما أن المركبات الموجودة فى الهيل والشاى الأخضر يمكن أن تخفض نسبة الكوليسترول فى الدم، ويمكن أن يؤدى الهيل إلى استرخاء فى العضلات الملساء والتحريض العصبى فى منطقة الحوض، وبالتالى يمكن اعتباره مقويا جنسياً لدى بعض الناس . الحبهان مضاد للالتهابات: ويرى بعض خبراء الأعشاب أن الحبهان قد ينافس الأدوية المضادة للالتهاب لأنه يقوم بالمهمة من دون كسر التوازن الموجود بين الجراثيم المُتعايشة مع جلد الإنسان والجسم بشكل عام، وذلك لأنه يحتوى على15 مركباً بعضها يحارب الجراثيم المُسببةلتسوس الأسنان والتهابات اللثة، بينما يُكافح البعض الأخر المركبات البكترية الجلديةالتى تسبب الإصابة بحب الشباب. محاذيرفى استخدام الحبهان: من المُلاحظ أن الأبحاث حول الحبهان لم تنقطع منذ أن بدأت فى عام1950، والمُهم أنه لا توجد دراسات تتحدث عن آثارعكسية أو سيئة لتناوله مما يتطلب البعد عنه، بل الدراسات وإن كان أغلبها تم على حيوانات التجارب، إلاأنها تسير فى اتجاه أن من المُفيد تناوله على أقل تقدير، ويُعتبرالهيل أحد أقدم المنتجات النباتية التى اُستخدمت كعلاج للعديد من الأمراض، وهو ما دلت عليه مدونات الطب اليونانى القديم وكثير من نصائح الطب الشعبى اليوم فىالعديد من مناطق العالم، فالوصفات الشعبية تنصح بالهيللاضطرابات عدد من أجهزة وأعضاء الجسم . بينما لوحظ أن تناول الحبهان بكميات كبيرة يمكن أن يزيد من حموضة المعدة وحدوث بعض التبطين فى الأغشية المخاطية .. لذلك يجب تناول الهيل باعتدال خاصة الهيل الطازج، لأن تأثيره أقوى من المطبوخ وبالتالى فإن إمكانية تبطين جدار المعدة تكون أعلى إذا كان طازجاً . وينبغى الانتباه إلى أن هناك أنواعاً متعددة من الحبهان والكثير منها غير ناضج، لذلك يجب التأكد من اكتمال نضجه قبل تناوله، وإلى صلاحيته الزمنية أيضا فيجب أن يحفظ الهيل فى وعاء مُظلم لأن له حساسية من النور، ويمكن أن يفسد بالضوء الساطع، كما يجب وضعه فى علب من البروسلين أو المعدن الذى لا يصدأ ويجب عدم وضعه فى العلب البلاستيكية لاحتوائه على بعض المركبات الكيميائية التى تتفاعل مع البلاستيك وتضر بالصحة، ويجب إحكام إغلاق الأوانى التى تحوى الحبهان من أجل إبعاده عن الرطوبة . 1/12/2007