"العونية" إن صح التعبير أيديلوجية تنشا اليوم في لبنان المتخم بالأيديلوجيات ليزيد المشهد اللبناني تعقيدا، خاصة أن استطاعت ايديلوجبته الظفر بمنصب الرئاسة ، وميشال نعيم عون (72 عاما) هو قائد عسكري وسياسي لبناني ، ولد في العاصمة اللبنانية بيروت، عاد في 7 مايو 2005 من منفاه في باريس التي قضى فيها 15 عاما، بعد لجوئه اليها بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية. وتلت ذلك سنتان من الحروب قبل ان تحصل انتخابات جديدة و كلف في نهاية سنوات الحرب رئاسة مجلس الوزراء من قبل الرئيس امين الجميل ميشيل عون بتشكيل حكومة عسكرية بعد تعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد يخلف الرئيس الجميل وهو مشهد قريب مما يحدث هذه الايام حيث كان العماد عون في حينه عام 1988 قائدا للجيش اللبناني وقام الرئيس الجميل بتسليمه السلطة بعد أن شكل حكومة عسكرية في مواجهة حكومة مدنية اخرى يرأسها الرئيس سليم الحص وقد استقال الوزراء المسلمون من الحكومة بعد تشكيلها بساعات وبذلك اصبح للبنان حكومتان. وفي اغسطس 1989 تم التوصل في الطائف بوساطة السعودية إلى اتفاق الطائف الذي كان بداية لإنهاء الحرب الأهلية ، ولكن عون رفض الاتفاق على شقه الخارجي الخاص بسوريا وذلك لأن الاتفاق يقضي بانتشار سوري على الأراضي اللبنانية ولأنه لا يحدد آلية لانسحاب الجيش السوري المحتل للبنان منذ سنة 1975. وبعد معارك ضارية، تم إقصاء ميشيل عون من قصر بعبدا الرئاسي في 13 أكتوبر 1990 بعملية لبنانية-سورية مشتركة وأضطر حينها للجوء إلى السفارة الفرنسية في بيروت وظل بها لفتره من الزمن حتى توجه من بعدها إلى منفاه في باريس. وقد خاض العماد عون الانتخابات النيابية سنة 2005 أي بعد عودته بفترة قصيرة وحصد نجاحاً ودخل البرلمان اللبناني بكتلة نيابية مؤلفة من إحدى وعشرون نائباً. ميشال عون يتزعم حاليا التيار الوطني أهم الأحزاب السياسية المعارضة في لبنانالحر وهو زعيم جبهة الاصلاح والتغيير والمتحالف مع حزب الله بوثيقة تفاهم وقعت في فبراير 2006 في كنيسة مار جرجس .وحركة المرده بزعامة سليمان فرنجيه وايضا الزعيم الارثودوكسى ميشيل المر.انخفضت شعبيته بين الموارنه بعد هذا التحالف وخصوصا بعد حوادث الاغتيال العديده التى تعرض لها نواب من 14 اذار واشهرهم وزير الصناعه السابق بيير امين الجميل.حقق مفاجاه كبرى بانتصاره فى انتخابات المتن على المقعد الكتائبى الخالى وعلى الرئيس امين الجميل بالذات وحقق هذا من خلال تحالفه مع الطاشناق وهو حزب الارمن وميشيل المر.يعتبر احد اللاعبين الاساسيين فى معركة اختيار خلف لاميل لحود فى الرئاسه ويعتبر مرشح المعارضه الوحيد. موضوع العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله بوصفها المأخذ الأميركي الرئيسي على الجنرال الذي وقع التفاهم الوفاقي الشهير مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قبل سنة ونصف، وهو ما اعتبره الأميركيون في الصيف الماضي أحد أخطر العوامل التي حالت دون نجاح إسرائيل في تسديد ضربة قاصمة للمقاومة اللبنانية، بعدما ساهم التفاهم وموقف عون من العدوان في تمتين الجبهة اللبنانية الداخلية والحول دون الطوق الذي أعده الأميركيون خلال التحضير للحرب بالتعاون مع أطراف الموالاة ، وفي ذلك الحين تلقى عون تحذيراً من غارات إسرائيلية على مقره في الرابية، لكنه ظل على موقفه حتى اليوم رافضاً أي مقايضة أو مساومة. الضغوط الأميركية حالت حتى اليوم دون تلبية الموالاة لدعوة عون إلى الحوار، وعلى الرغم مما تعرفه السفارة الأميركية من تزايد شعبية الجنرال، فإنها ترفض التعامل مع فكرة انتخابه رئيساً للجمهورية، وتدعم خيارات الموالاة التي يحرضها السفير الامريكى جيفرى فيلتمان على خرق الدستور وطلب الحماية الأجنبية بهدف تدويل الاستحقاق الرئاسي والتحضير للمزيد من التدخل الأميركي، وفي حين يكرر السفير مع كل زيارة يقوم بها، دعوته إلى سوريا للإقتداء بالولاياتالمتحدة و"عدم التدخل. قال رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ان مبادرته التي وصفها بالمبادرة الانقاذية انتهت عند الساعة العاشرة من مساء اليوم معلنا انه سيعود غدا من جديد مرشحا لرئاسة الجمهورية . واتهم عون في كلمة وجهها الى اللبنانيين مساء اليوم فريق الأغلبية بأنه أسقط المبادرة عن سابق تصور وتصميم ..مشيرا الى ان هذا الفريق رفض مبادرته بعد نصف ساعة من اطلاقها لأسباب اعتبرها واهية دون ان تتم مناقشتها أو البحث في بنودها. عون .. الذى يتميز بمتلاكه نفساً طويلاً، يمثل اليوم خيارا لتوحيد المسيحيين في لبنان بسبب تشتت هذه الطائفة ما بين الولاء للطوائف الأصغر من موارنة وارثوذوكس وبروتستانت وأرمن، وبين زعامات العائلات المسيحية، كعائلة الجميل والمر وفرنجية وغيرها، إضافة إلى التشتت بشأن الولاء للخارج. البعض يقول إن الرجل سيوحد المسيحيين اللبنانيين تحت قيادة واحدة في مقابل وحدة القيادة للدروز والشيعة والسنة بشكل نسبي ،الأهم من ذلك كله أن الرجل يحمل مشروعا متوازنا يدرك ضرورة إصلاح لبنان والموازنة ما بين العلاقة مع الولاياتالمتحدة -الذى أعلن فى مؤتمر صحفى له أن سياسة الولاياتالمتحدة تفرض علينا سياسة غير مقبولة- وإبقاء خيط الود مع سوريا والحفاظ على سلاح المقاومة أيضا، في توليفة غريبة عجيبة تهدف لإرضاء كافة الأطراف فهل من الممكن ارضاء جميع الاطراف وهم الذين يتميزون فى واقع الامر باختلاط المصالح والاوزان. 24 نوفمبر 2007