ايقاع سريع للزمن سجل عاما على الحلم الذى تحقق فى 30 يونيو حيث تستقبل مصر بعد غد الاثنين الذكرى الاولى لثورة 30 يونيو التى جاءت بمثابة رهانا على وطنية المصريين وفطنتهم ، واستحضارا لروح ثورة 25 يناير 2011 التى اختطفت من بين ايديهم ، عاد الشعب للميادين مرة أخرى ينشد الاستقرار ويفتح فصلا ديمقراطيا جديدا اجبر العالم بأسره على احترام نتائجه وفرض على الجميع ان يهتفوا باسم مصر . سيظل 30 يونيو ينبض فى وجدان التاريخ والمصريين ، ولن يخرج عن القضبان ، لن تموت تلك الثورة مهما انحدرت فى الذاكرة ، فثورات الشعوب تبقى دوما وابدا خالدة وذكراها تجدد مبادئها ، حيث شهدت مصر تنفيذ استحقاقين فى خارطة الطريق وعلى مشارف الوصول بالاستحقاق الثالث والاخير الى مرحلة التنفيذ . عام مر لم يكن هادئا ، سطرت فيه مصر اياما حاسمة وشهد حراكا سياسيا غير مسبوق وضميرا جمعيا ادى الى نجاح الثورة ، تخضبت ايامه بدماء الابرياء ، الذين دفعوا ثمن رفض الاخوان للامر الواقع ، فقد تجاهلت الجماعة عن عمد كل تحذيرات غضب الشعب ظانين انهم امتلكوا مفاتيح مصر ، وتناسوا ان للمصريين قوة وعزيمة وشفرة عاصية على الحل ، قوة اسقطت العروش من قبل ،تلاحقت الاحداث والارهاصات لحظة بلحظة الى ان وصلت مصر امام لحظات فارقة وحاسمة فى تاريخها وكانت على موعد مع القدر ، وأطاحت بتلك الجماعة فى مشهد تاريخى لتعلن عن ميلاد خارطة مستقبل جديد لمصر ، وسط حضور كامل بممثلى الدولة المصرية ، شعبها وجيشها ، ازهرها وكنيستها ، شبابها ورجالها ، والشرعية الشعبية التى حظيت بها تلك الخارطة ، عبرت بالوطن لارض صلبة ، وحركت الاحجار الثقيلة الراكدة . ايقاع الزمن السريع سجل عاما فى عمر الثورة ووضعها على اعتاب عام ثان حاملا رسالة مفادها ان المعنى الاسمى للحياة هو إرادة الشعب فهى قيمة مضافة لخصائص المجتمع وتتويجا لثورة اذهلت العالم ، عام ثان برئيس منتخب يحظى بشعبية وحب واحترام الملايين من المصريين ودولة عادت اليها هيبتها . سقطت الاقنعة واستطاع الشعب ولاول مرة ان يحصل على حقه فى ان يختار مصيره دون وصاية من احد ولا خوف ومنح الرئيس عبد الفتاح السيسى اغلبية كاسحة فى الانتخابات الرئاسية لثقته فى قدرته على قيادة مصر خلال المرحلة الصعبة القادمة ، وتقديرا لدوره الكبير فى قيادة الثورة والتصدى لارهاب الاخوان وتحديه لتهديدات القوى الغربية والامريكية الاقليمية والدولية المعادية للثورة. شعلة الثورة بصمات ناصعة البياض فى صفحات تاريخ مصر وفرحة المصريين بثورتهم جاءت تعبيراعن تطلعهم لاقامة دولة مؤسسات حقيقية يحتشد فيها الشعب فى كيان واحد يحول الوطن الى مصنع لبناء المستقبل . ويدعو العام الثانى للثورة المصريين الى استثمار قوتهم الايجابية والاستفادة منها بما يليق ببلدهم العريق وبمتطلبات التنمية الامر الذى يتطلب الالتفاف حول قضية وطنية واحدة وحول شرعية شعبية منتخبة محققة حشدا قويا للمشاركة فى البناء والتنمية وفاتحة لافاق جديدة للتعاون مع فئات الشعب المختلفة فى وقت تحتاج فيه مصر لكل ساعد يبنى ولكل جهد يبذل ، متطلعين لحياة افضل واكثر امنا واستقرارا ورفاهية.