أعلن السفير الامريكى فرانسيس ريتشاردونى أن المعونة الامريكية العسكرية لمصر سوف تستمر بنفس معدلها الحالى (3ر1 مليار دولار سنويا) خلال السنوات العشر القادمة. واضاف أن المعونة الاقتصادية سوف تستمر أيضا ولكنها سوف تنخفض يمعدلات متزايدة نظرا لتضاؤل حاجة مصر اليها مع إرتفاع معدلات النمو والانتعاش الاقتصادى عاما بعد عام. وقال ريتشاردونى - في مؤتمر صحفى عقده عقب لقائه مع جمعية رجال الاعمال المصريين الثلاثاء - انه سيتم التركيز خلال المرحلة المقبلة على زيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارى بين البلدين بدلا من المعونة كما سيتم التركيز في مجالات التعاون المشترك على التنمية البشرية وخاصة قطاعى التعليم والصحة استجابة لاولويات برنامج الحكومة المصرية. واوضح أن تخفيض المعونة يتم وفق جدول زمنى متفق عليه بين الجانبين وان العلاقات بين البلدين اعمق واوسع بكثير مما يثار من جدل حول "مسألة المعونة".. مشيرا إلى أن المعونة لن تتوقف مادامت مصر في حاجة اليها. وشدد السفير الامريكى على أن مصر يجب أن تقود عملية التحول الديمقراطى والازدهار الاقتصادى كما قادت مسيرة السلام في الشرق الاوسط. وقال إننا نلمس رغبة حقيقية لدى شباب مصر في التطلع نحو مزيد من تحقيق الديمقراطية والحرية والنمو الاقتصادى الذى يجب ان يشعر به كل مواطن. واضاف أن هناك تقدما كبيرا في العلاقات بين البلدين وخاصة في المجال الاقتصادى حيث أن حجم التبادل التجارى والاستثمارى يتزايد عاما بعد عام وسوف تشهد العلاقات مزيدا من التطور في المستقبل خاصة في ظل مسيرة الاصلاحات التى تشهدها مصر والتى تشجع رجال الاعمال الامريكيين وغيرهم على زيادة حجم استثماراتهم واقامة المزيد من المشروعات المشتركة. وردا على سؤال حول اقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين .. قال السفير الامريكى إن هذا سيحدث يوما ما فالادارة الامريكية لها رؤية خاصة بتأسيس منطقة تجارة حرة في الشرق الاوسط بهدف تحقيق مزيد من الاستقرار والديمقراطية ونحن مهتمون بتعزيز الشراكة مع مصر وتوسيع المناطق الصناعية المؤهلة لتشمل مناطق جديدة مثل بورسعيد وغيرها. وحول اقامة منطقة صناعية امريكية - كما تفعل بعض الدول الصديقة لمصر - قال ريتشاردونى ان هناك بالفعل شركات امريكية عديدة تعمل في مصر وهناك مجلس اعمال مصرى امريكى ومنظمات اخرى مشتركة تهتم بتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية مع القطاع الخاص في مختلف المناطق والمجالات وهناك بعثات تعليمية واعلامية وطبية وتجارية وصناعية ونحن نتطلع إلى تعزيز التعاون مع الشركات الامريكية الصغيرة والمتوسطة ونسعى لاقناع الشركات الامريكية للمجيىء الى مصر باعتبارها بوابة للاسواق الافريقية والعربية خاصة وان هناك وفودا تجارية امريكية زارت المدن الصناعية في مصر مثل 6 أكتوبر والعاشر من رمضان والعامرية. وحول الاستفادة من الخبرة الامريكية لتحسين البيئة قال السفير الامريكى ان تحسين البيئة يعتبر تحديا مهما يواجه المسئولين ورجال الصناعة ويمكننا ابرام صفقات مشتركة في مجال اقامة وتطوير مشروعات تعتمد على الطاقة الجديدة والمتجددة والحد من استخدام الطاقة التقليدية التى تعد السبب الرئيسى في تلوث البيئة. وردا على سؤال حول التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات قال ريتشاردونى ان جميع الشركات الامريكية الكبرى (مثل جوجل مايكروسوفت .. الخ ) التى تعمل في هذا المجال لها فروع في مصر واتصالات وثيقة مع جميع الجهات المعنية. كما ان السوق المصرى في نمو مستمر وشركات القطاع الخاص تشهد تطورا كبيرا في هذا المجال بالتعاون مع الشركات الامريكية. كان السفير الامريكي قد التقى في وقت سابق بجمعية رجال الاعمال المصرية حيث القى كلمة استعرض فيها بالاحصاءات التطور الكبير الذى شهدته العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خلال العشرين عاما الماضية.